الإستبداد هو الجذر المنتج لكل الأدواء في المجتمعات كأصل عام.
إهمال هذا الأصل/ الجذر، والإنشغال بالفروع والأغصان ليس سوى تلبيس للوعي ومضيعة للوقت.
وعليه :
وسواء أكان نظام بشار الأسد هو المسئول فعلا عن مجزرة السلاح الكيماوي في خان شيخون، أم أن المجزرة البشعة تلك من تدبير جهاز مخابراتي ما، لإستخدامها كذريعية للتدخل العسكري الأمريكي المباشر، فذلك لايغير شيئا من حقيقة ان الإستبداد في سوريا - كما هو في اليمن وفي بلدان أخرى - هو جذر المشكلة، في البدء والختام.
وظيفة الحاكم في أي بلد، هي - بكل بساطة - حل مشكلات شعبه، وحينما يستحيل الحاكم نفسه الى مشكلة، لأي سبب كان، فعليه أن يرحل، بكل بساطة أيضا، مهما كانت أيديولوجيتة أو دينه أو مذهبه أو عرقه أو طائفته.
ولاحاجة مطلقا للدخول في جدل حول ما إذا كان موقف الحاكم - أي حاكم - على حق أم على خطأ، ﻷن العبرة في التحليل الأخير ليست بالحق والباطل بل في المصلحة الجمعية للشعب في أي بلد.
وإذا كانت مصلحة الوطن في رحيل الحاكم، فليرحل الحاكم حتى ولو كان على حق، فسلامة الوطن بالخطأ أهم من إستمرار الحاكم بالحق ...
ولامعنى للربط التبريري الذرائعي قولا بأن الحاكم باق دفاعا عن الوطن وما الى.ذلك من مزاعم وإدعاءات، إذ لو أن الحرص على الوطن هو دافع البقاء حقا، فإن من مقتضى هذا الحرص المزعوم، التنازل والتضحية من أجل سلامة الوطن، من باب أولى وأوجب.
أما الدفاع عن الوطن بتدميره فليس سوى محض عته وجنون. وفي السياسة - وفي مايتعلق بالأوطان والشعوب - فإن الأعمال ليس بالنيات - ولا بالإنتماءات والولاءات والعقائد ... - بل بالنتائح.
الأوطان والشعوب هي الثابتة الباقية، والحكام متغيرات زائلة، وقلب المعادلة بتحويل الثابت الى متغير والمتغير الى ثابت، سلوك عصبوي فاسد، أهوج وملتاث.