إلى كل من وقفوا صامدين في وجه القبح العنصري :
كاحدكم لم أعطي اعتبارا شخصيا لخطر الاستهداف الحربي العنصري الذي تعرضت ومازالت تتعرض له تعز في خذلان منقطع النظير شاركت فيه قوى اجتماعيه وسياسية شماليه وجنوبيه بنزعه عنصريه في كثير من الاحيان, كما خذلها المحيط الإقليمي والدولي وقبل ذلك خذلان هادي وحكومته , لتقف تعز بشرفاءها ومناضليها وشرعية أبناءها صامدة في وجه كل استهداف وخذلان .
كنت واحدا من الذين آثروا البقاء في عملهم بدافع المقاومه قبل كل شئ , وفي مستشفى الثوره ظللت مديرا لمكتب رئيس الهيئة لاتحمل جهد اداري مرهق منذ بداية الأحداث وحتى هذا التاريخ كلفني من صحتي كثيرا , ولقد تعرضت لإصابة في العين والساق والجنب جراء استهداف مكتب رئيس الهيئه بقذيفة مضاط مازلت أعاني بسببها حتى اللحظه, جهد صادق يعرفه كل الزملاء الذين تشرفت بتواجدي معهم داخل المستشفى في أحلك لحظات , كما يعرفه كل من تعاملت وتواصلت معه في مصلحة المستشفى , حيث أنني لم أتوقف لحظه عند اعتبار كوني مديرا لمكتب رئيس الهيئة أو ممتنعا عن بذل اي جهد خارج مسؤوليتي فقد عملت في كل مهمه لم يكن غيري متقدما لها لاتحول إلى مراسل وخدمي وعامل وما إلى ذلك وما انقصني ما كنت بل شرفني , فقط لأني أحببت تعز وآمنت بالعطاء والتضحيه لأجلها .
تعرضت لكثير من الاستهداف وكان نتاج ذلك أن اعتدي علي لأكثر من مره وأن اعتقلت لأكثر من مره وأن تهجم علي وشتمت عشرات المرات بما في ذلك إعلاميا , وأن استهدفت في حقي المالي المقرر ناهيكم عن ما أستحقه , وكان كل ذلك يهون لو أنني أدركت أننا في حضره سلطه محليه مدنيه وامنيه تحترم شعبها وتعمل في صالح المؤسسات العامه وفي معالجة مشاكلها وان بالحد الادنى , تفاصيل كثيره في هذا الأمر مجملها استهتار السلطه المحليه والأمنية بسلامتنا ومصلحة مؤسسة مستشفى الثوره بما تحمله من ثقل طبي وصحي , ولعلكم سمعتم عن الاعتداء والاعتقال الذي طالني وزملاء آخرين في حضرة وكيل المحافظه عارف جامل ونائب مدير الأمن المحمودي وغيرهم من المسؤولين بعد استدعائي من قبلهم , ليخرج مكتب الوكيل جامل بتصريح أن كل ما حدث في المستشفى إنما هو سوء فهم وان جامل لم يتعرض لمحاولة اغتيال!
يحز في نفسي ما وصلت إليه تعز من الداخل المقاوم , واوتجع أكثر عندما أتذكر شهدائنا وجرحانا الميامين , ومعاناة أهلنا في تعز لألعن كل من كانوا سببا في تشتتنا وتخادلنا وظهورنا بهذه الصوره الهزيلة امام قضيتنا العادلة (تعز) .
للتاريخ سأحتفظ بكثير من المعلومات داخل الاستهداف الممنهج والفضيع الذي لاقته هيئة مستشفى الثوره والذي تجاوز كل قبح وبما في ذلك التخاذل من الداخل , ولنفسي سأحتفظ بتقدير لكل ما قدمته من عطاء شرفني وعلمني كثيرا وان بتكلفة صحيه ونفسية باهضه , واجدد هنا مسؤولية السلطه المحليه المدنيه والأمنية عن كل أذى لحقني بمعرفتها أو بصمتها عن ما حدث.
إلى اسرتي الكريمه التي علمتني مبادئ وقيم النضال , إلى أمي وأبي .
إلى اساتذتي وزملائي المقاومين الشرفاء في هيئة مستشفى الثوره وفي مقدمتهم مجموعة (لجنة الطوارئ ) واولئك الذين ساندوني في مهمتي وكنت مسؤولا عليهم بصفه مباشره ..
إلى كل المقاومين الشرفاء في كل ميدان للتضحية والبذل والعطاء :
أعتذر عن عدم الاستمرار في مهمتي مديرا لمكتب رئيس هيئة مستشفى الثوره بتعز حيث كنت تقدمت باعتذاري عن عدم مواصلة مهمتي تلك إلى الأخ رئيس الهيئة د.أحمد عبدالله أنعم الذي أكن له كل حب وتقدير والذي وجدت فيه عنوانا لكل مسؤول شريف ونزيه وملتزم ومخلص يطول الكلام تقديرا لشخصه واعتذر له هنا عن كل تقصير كان في مهمتي ..
كما أقدم اعتذاري الشديد لكل من ازعجته من رفاقي في هيئه مستشفى الثوره او من تعاملت معه في صالحها , واعذر كل من كان قد ازعجني بشئ ..
لا أشك لحظه أن تعز ستنتصر لقضيتها بفضل شرفائها المقاومين في كل ميدان للحياه والدفاع عنها , ومع كل الشرفاء سأقدم كل ما بوسعي من تضحيه لاساهم في انتصارها , فلا يعني اعتذاري عن مواصلة مهمتي كمدير لمكتب رئيس الهيئه توقفي عن النضال من أجل تعز أو مساندتي لمؤسسة هيئة مستشفى الثوره ورفافي واخواني فيها , فتعز وطني وجمهوريتي ومستشفى الثورة مؤسستي الأولى .