مسيرة البطون الخاوية في محاريب العظماء الستة بذبحان!!


اﻷحد هو اليوم السابع منذ انطلقت مسيرة البطون الخاوية من مدينة تعز قاصدة عدن العاصمة الحالية لليمن واليوم الرابع لﻺقامة المؤقتة بمدينة التربة حاضرة الحجرية.

هذا اليوم كان استثنائيا بكل معايير قياسات أيام المسيرة السبع.

يوم اكتسب استثنائيته من ثﻼثة مواقف قلما تخطر حتى في بال الكثيرين ممن يرتادون مدينة التربة.
ولكنه يوم بالنسبة للمشاركين بالمسيرة ليس غريبا أن يجعلونه استثناء نادرا ﻷصالة أرومتهم اﻷخﻼقية الفذة.

في هذا اليوم وبعد 144 ساعة انصرمت من عمر المسيرة خرج المشاركين فيها من رباط إقامتهم المؤقت بمكتب التربية بمدينة التربة إلى شارعها الرئيس المعروف بشارع الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب.

اجتاز المشاركون الشارع رافعين الشعارات المكتوبة والهتافية المطالبة بصرف مرتبات تعز الموقوفة منذ ثمانية أشهر لدى الحكومة اليمنية وسرعة إيصال اﻻغاثة اﻹنسانية لمحافظتهم وما أن وصلوا شارع ذبحان المتفرع من شارع الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب حتى انصبوا داخله في زيارة خاطفة لبعض قرى ذبحان لتأدية تحية الوفاء وتجديد العهد والوعد باﻻستمرار في السير داخل دروب نضال وكفاح المقصودين بالزيارة المفاجئة بقرى القحيفة والجبانة و ذا القيان وعدد من قرى عزلة ذبحان.

كل شيء كان يلفت اﻹنتباه على جانبي الطريق اﻷسفلتي إلى تلك القرى الجاثمة على هضبة ذبحان.
دور ومنازل تنم مظاهرها العمرانية على خصوصية ليس لها مثيﻼ فوق مكان أخر

دور تشهد عن عظمة الجهاد الكبير ﻷصحابها مع الحياة لقهر الطبيعة القاسية التي وجدوا أنفسهم يرزحون في جحيمها العتيق

كنا نحث الخطى ونحن نتطلع إلى إلى أحجار الجدران الحنطية اللون والعقود المستقيمة لﻸبواب والنوافذ واﻷزقة التي مسحت صخورها الشديدة الصﻼبة

كل شيء في تلك القرى المتجاورة يفصح عن اكتشافها للسر الكبير المتمثل بقانون اﻻنجذاب ﻷفكار التنوير والتثوير والتغيير.

كانت مسيرة البطون الخاوية وهي تدلج زقاق الجبانة تكتشف أين ولدت عبقرية اﻷستاذ أحمد محمد نعمان وابنه الشهيد محمد ؟

وعبقرية الفضول وأبيه الشهيد عبدالوهاب نعمان؟
وعندما اتجهت صوب قرية ذا لقيان لزيارة دار الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب كانت أقدام المشاركين بالمسيرة تلثم قاع اﻷزقة التي سلكتها قبلهم بعقود أقدام الشهيد.

 

 
كنت اسمع وأشم رائحة الشهيد عابقة فوق الزقاق والجدران وصرح الدار ودرجاته الملتوية وأرى مجلس الدار الذي ولد وترعرع داخله سنواته اﻷولى.

وحين كانت المسيرة تزور مدرسة الشهيد سعيد حسن فارع المشهور بسعيد إبليس كانت إنما تؤكد أنها إنما جاءت لتستمد من عبقه وقود
 المضي على ذات دربه.

زارت المسيرة ثﻼثة دور ومدرسة فكيف استقبل أصحابها العظام وفادتهم الكبيرة

استقبال الشهيدان واﻻستاذان مسيرة البطون الخاوية!!!!

كان هناك بعبق نضاله وظﻼل فرادته كصانع أول للقضية الوطنية اليمنية كان هناك يقف بقامته الطويلة الممشوقة وبشعره الكثيف المشتعل بالشيب إﻻ من شعيرات سوداء متفرقة فوق رأسه وخط لحيته الدقيق ودفنه.

كان هناك مؤسس الحركة الوطنية والزعيم الروحي لﻸحرار اليمنيين اﻷستاذ أحمد محمد نعمان يلوح كباقي الوشم على ظاهر جسد قرية الجبانة ذبحان كان هناك من على ركن داره الشامخ في وجه التاريخ يحدق صوب قافلة من البشر تزحف صوب قريته وهي ترفع شعاراته التي صاغها في أربعينيات القرن المنصرم وإن بطرق مختلفة أصوات الهتافات بالشعارات تمتزج بصوت فنان الثورات اليمنية الخالد "ياسموات بﻼدي باركينا وهبينا كل رشد ودعينا..."

يا بﻼدي نحن أبناء وأحفاد رجالك 
سوف نحمي كل ما بين يدينا من جﻼلك

وبينا روحه وابنه الشهيد محمد تنقتبان نازلتان خارجتان ﻻستقبال مسيرة البطون الخاوية كان ابن عمه في الدار المجاور رائد التنوير والنضال اﻷستاذ عبدالله عبد الوهاب نعمان الفضول وأبيه الشهيد مندهشان من سماع صوت بلبل اليمن أيوب طارش يهزج بكلمات الفضول عبر مكبرات الصوت.

مالذي يحدث في القرية ومن يكون أصحاب هذا الموكب الكبير؟
يخرج اﻷستاذ وابنه الشهيد والفضول وأبيه الشهيد من داريهما وياللمفاجئة ... قافلة من الرجال وقليل من النساء تقف بجﻼل وتقدير وإكبار راحوا ينشدون:

رددي أيتها الدنيا نشيدي
ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري بفرحتي كل شهيد
.......رددي....... أيتها
يتناول عضو اللجنة التنظيمية لمسيرة البطون الخاوية أحمد حسن الميكروفون من فتحي العبسي ويحيا الشهيدين واﻷستاذين..يثني على كفاحهم ونضالهم في كلمة خﻼصتها ثﻼثية التنوير والتثوير والتغيير إلى حد لم تقف هذه الثﻼثية عند تخوم ذبحان وحدها وإنما تطايرت واتسعت رقعتها لتشمل تعز أوﻻ وكل اليمن في رحلة وصل صدى صوت القضية اليمنية إلى المنطقة ودول العالم.

 

 
لم يكن آل نعمان يتوقعون وﻻ ينتظرون تلك الزيارة المفاجئة.

من هنا تجلت فرادة القيمة اﻷخﻼقية والحضارية والوطنية للمشاركين في مسيرة البطون الخاوية من كونهم عبروا عن امتدادهم لﻺرث النضالي الذي خطه كل من آل النعمان.


لم يكن اﻷربعة مصدقين:
أوﻻ :أن موظفي اليمن بﻼ رواتب وخاصة الذين في تعز منذ ثمانية شهور لم يستلموا رياﻻ واحدا ناهيك عن اﻹغاثة التي لم تصل بعد رغم سنتين من الحصار على تعز. ثانيا أن هنالك من ﻻ يزال يحفظ لهم جميلهم التاريخي ويسير على دربهم النضالي.

ودعت المسيرة قرية الجبانة مستئذنتا العظماء اﻻربعة فثمة أسره أخرى في قرية ذا لقيان خرج من صلبها بطﻼ لوﻻه ورفاق سﻼحه وشرفاء الوطن لكانت ثورة 26 سبتمبر قد انتهت في ذلك الحصار السبعيني.

يتبع الحلقة الثانية
Show more reactions
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص