تمر علينا الذكرى السادسة لحريق ساحة الحرية في تعز الذي أراد بها الرئيس السابق علي صالح أن يخمد الثورة بطريقة بث الرعب في قلوب المواطنين.
ذلك اليوم الكئيب، حرقت فيها الخيام وحرق معها أشخاص معاقين لم يستطيعوا الهروب من الخيام، لم يكفهم ذلك بل أنهم هجموا على مستشفى الصفوة الذي يقع في ساحة الحرية ودخلوا بكل همجية وقتلوا كثيرا من المصابين برصاص أسموها "رصاص الرحمة" -آنذاك- وقاموا بالتفتيش الدقيق للشباب وكسر هواتفهم المحمولة التي رصدت ووثقت الحادثة، لطالما آذى صوت الحرية أولئك الذين يتمنون جرنا إلى الظلام وينتظروا مننا الخنوع واﻹستسلام.
حاول الشباب الفرار لمستشفى الصفوة كفكر متجذر أن للمستشفى له حرمته، لكنهم لم يعرفوا حينها أن هؤلاء لا تهز كيانهم المحرمات، وأنهم يروا أن دماء كل من يقف ضدهم عليهم حلال.
مثل القتل المباشر فاجعة للمتواجدين، بالرغم من اﻹعتداء المتكرر للمتظاهرين بمسيرات مختلفة أثناء الثورة، إلا أن تصويب الرصاص الحي في صدور الجرحى مثلت فاجعة كبرى.
تعتبر هذه الجريمة أحد أهم الجرائم التي إن أثيرت كما يجب للقي علي صالح وكل من شاركه عقوبة اﻹعدام، من إنتهاك لحقوق اﻹنسان وحريته، بالحرق والقتل المباشر.
ظن صالح أنه زرع الخوف في قلوب الشباب وكسر همتهم، بل ظن سخفا أن حريق الساحة كفيل بإبقائه في عرشه.
ثار دم أحرار فبراير أكثر مما توقع وأسقط علي صالح من منصبه وهللوا كثيرا على حادثة حرق جامع النهدين آنذاك كمعتقد أن عقاب إلهي حل لينتقم ...
رضخ الكثير لمؤتمر الحوار وتسليم السلطة لعبده ربه "الرئيس اليمني الحالي" آمليين أنه سيتم محاكمة القتلة وجرهم إلى السجون وتطبيق حكم اﻹعدام بحقهم على ماتقتضيه النصوص الدولية.
مر صالح في فترة كمون مصطنعة لتهدأ نفوس الكثيرين وإشغالهم عن جرائمة بالسلطة الحالية وعلاجه من آثار الحريق الذي طال أمده وتكفلت به السعودية.
كمن صالح خبثا بتحضير ثورة إنقلابية مع قواته العسكرية -إذ أن الجيش عائلي لايخدم الشعب - وبتستر يوصف بالغباء بجماعة الحوثي.
وقعت اﻷوراق بينهم مبدئيا تحت الطاولة "تحالف صالح والحوثيين" لتظهر بعد ذلك علنا.
تؤرقنا ذكرى حريق الساحة وذرى كل يوم يمر ونحن نرى قاتلينا لا زالوا للسنة السادسة يواصلوا قتلنا بكل همجية،
تارة باﻹغتيالات وتارة بقذائف المليشيا اﻹنقلابية وتارة تحت أسماء جماعات مختلفة.
بل إن مايؤرقنا أكثر الورقة التي قدمت من قبل وتم سحبها ﻷكثر من مره وهاهي تقدم مجددا بكل سخف من إحدى دول الجوار التي تزعم أنها تحارب تحالف علي صالح والحوثيين بينما تقوم بإحتضان الولد المدلل "أحمد علي عبدالله صالح" لتقول أنه الورقة الرابحة والوحيدة ﻹحلال السلام باليمن.
لقد شوهوا كل معاني السلام بنظرنا .. فلا سلام بنظرنا مع قاتلينا.
لشهدائنا فقط ألف سلام ..
* سكرتيرة تحرير موقع المستقبل اونلاين