استخدمت مليشيا اﻹنقلاب مرض الكوليرا كورقة ناجحة للضغط على اﻷمم المتحدة بهدف فتح مطار صنعاء مرة أخرى .
مع أن المطار كان مفتوحا - وسط تكتيم إعلامي - ورضخت الحكومة الشرعية لذلك، من أجل إدخال المساعدات الطبية للحد من فتك الكوليرا ﻷرواح الكثيرين، ورغم وصول هذه المساعدات الطبية وأدوية لمكافحة الوباء لكنها توقفت في صنعاء فقط دون إرسال جزء منها الى تعز التي تعاني أيضا من إستشراء الوباء فيها.
نجح اﻹنقلابيين بالضغط وبفتح مطار صنعاء كخطة (حوثية-إيرانية) لتسهل من الطلعات الجوية التي تغذي المليشيات باﻷسلحة كما حدث في العام 2015، بوصول رحلات جوية لطيران إيران، حيث بلغت عدد الرحلات بمعدل رحلتان في اليوم .
مساعدات طبية وصلت مؤخرا الى صنعاء باﻹضافة الى شحنات كبيرة من المخدرات ليتم بذلك إخضاع اليمنيين وتركيعهم لتكون رحمتهم بين يدي كميات من المخدرات، تذهب العقل وتجعلهم بائسين ﻻحول لهم وﻻقوة في أي مطالبات قانونية او حقوقية وحتى سياسية ليكونوا بذلك مجرد دمية تحت سيطرة تحالف اﻹنقلاب (صالح والحوثي).
حاول الثالوث المنحط أن يخفي جريمته بعد أن بدأت بالظهور إلى العلن، كخطة مدبرة بإستهداف موكب المبعوث اﻷممي "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" وأنجرت وسائل اﻹعلام لتدين وتشجب حول هذه الحادثة متناسية جريمة فتح مطار صنعاء الذي يقبع تحت سيطرة مليشيا اﻹنقﻼب وخطورة التداعيات من وراء ذلك.
وحادثة اﻻستهداف للمبعوث اﻷممي هذه جاءت لتغطية حقيقة مايحدث في مطار صنعاء ولتأخير تحرير مدينة الحديدة، التي كان قد بت في قرار تحريرها دون تعز من قبل جميع اﻷطراف بعد رفض الحوثيين للضغوطات تسليمها دون معركة عسكرية .
على الرغم من تمثيلية اﻹستهداف البارعة لموكب المبعوث اﻷممي التي شتت النظر عن حقيقة ما يحدث، والتي لاقت صدى إعلامي كبير وتنديد من قبل الجميع متغاضيين عن اﻹستهداف اليومي بحق المدنيين في تعز.
لوح ولد الشيخ بورقة الضغط التي يتمناها اﻹنقلابيين ألا وهو فتح ميناء الحديدة "علنا" ﻹدخال المساعدات الغذائية، بدون إحداث عمليات عسكرية وإشتباكات من قبل التحالف العربي والجيش اليمني .
يقع مطار صنعاء وميناء الحديدة تحت سيطرة مليشيا اﻹنقلاب، اللذان كانا ومازالا مفتوحان إلا اليوم، حيث لا يوجد أي رقابة دولية حول ما يتم توريده خلالهما.
يقول ولد الشيخ أن وفد المؤتمر والحوثي لم يحضرا إلى الجلسة الأخيرة لمجلس اﻷمن الدولي، ليتم التباحث حول حقيقة استخدام الموارد في الحرب لا بغرض مناقشة صرف الرواتب، ودعى بذلك جميع اﻷطراف إلى سرعة صرف الرواتب.
يتدخل الوفد العماني الذي من شأنه التمهيد لمشاورات الكويت بإبلاغ وزير خارجية الحكومة الشرعية "عبدالملك المخلافي" أن وفد اﻹنقلابيين يوافق على كل مقترحات "ولد الشيخ" -التي لم تطرح إعلاميا - مقابل فتح مطار صنعاء وصرف رواتب الموظفين من قبل الحكومة الشرعية.
يبدو أن حكومة اﻹنقلابيين ترفض أي مساعي لتحقيق أول خطوة للسلام التي تكمن بتقريب وجهات النظر بين الطرفين تمهيدا لمشاورات الكويت القادمة التي يحاول المبعوث فرضها على الأطراف اليمنية المختلفة ، اﻷمر الذي جعل الوفد العماني يغادر صنعاء سريعا ويطالب بدوره وساطات مصرية لسرعة التدخل بين الحكومة الشرعية واﻹنقلابيين لتسهيل عملية السلام.
* سكرتيرة تحرير موقع المستقبل اونلاين