الأطفال في اليمن يتعرضون لأبشع الجرائم والانتهاكات ضدهم وذلك ابتداء من العنف الاسري بسبب جهل اهاليهم ثم حرمانهم من التعليم وتسويقهم لعمالة الأطفال لكسب الأموال او لقوت يومهم ثم تزويج الفتيات القاصرات كصفقات تجارية مروراً بنزوح الأطفال بعد حرمانهم من منازلهم المدمرة وموت الكثير من أهاليهم وتيتمهم وتشريدهم والمتاجرة بأعضائهم ولا معين لهم او مناصر لقضاياهم رغم العدد الكبير من المنظمات المتخصصة بالطفولة وكل ما يصرخ طفل او ينادي بحقة يتم احتجازه وترويعه وتخويفه وترهيبهم وكأنه يهز عروش الجبابرة، ثم اذا طلبنا من المنظمات الإنسانية التحرك من اجل الدفاع عن الطفولة وعمل واجبها بادرت بتخوينهم وتكذيبهم والتشهير بهم كضحايا وكأن اليمن تعيش دولة متقدمة لا يوجد بها طفل يحرم من ابسط حقوقه المنهوبة او المسلوبة.
حديثي عن الطفلة ندى الاهدل التي صرخت لتقول للعالم، ان حقوقنا سلبت ومثيلاتي ينتحرن حرقاً وانا ارفض ان أكون ضحية مثلهن، ثم عملت على إيصال صوت القاصرات للعالم وتوعية أولياء امورهم عن مخاطر تزويج القاصرات ونقل معانات الأطفال لتصبح منبر تنقل صوت الأطفال ومعاناتهم للرأي العام الدولي، وتقديم المساعدات الإنسانية من العلاجات الطبية والاستشارات النفسية حتى أسست منظمة لحماية الطفولة.
صرخت بعض المنظمات المحلية وغضبت وكشرت عن انيابها ضد هذه الطفلة ومثيلاتها تحت مبررات واهية واعذار تائهة والتشهير والإساءة للطفلة ندى الاهدل وكل من يساعدها ويساندها، متناسين ان مثل هذا العمل جريمة الكترونية يعاقب عليها دوليا ولكنهم لا يبالون طالما الطفلة ندى تهدد مصالحهم الضيقة ومنافسة قوية لهم ولديها مؤسسة تعمل بوضوح وشفافية وتقدم مشاريع إنسانية تلامس احتياجات الطفل.
لماذا ندى الاهدل يسأل الكثيرون، ولماذا يتم استهدافها من قبل شخصيات لها شهرتها الصحفية ومؤسساتها الشهيرة، لماذا يتم تخصيص كل جهودهم ومؤسساتهم واوقاتهم للتشهير بها وتخويف العالم منها، هل أصبحت تهدد مستقبل مؤسساتهم وتسحب البساط من تحت اقدامهم، ام لأنها جريئة وقوية وتفضح أجندتهم التابعة لجماعات مشبوهة.
هل الطفلة ندى ومثيلاتها صرن أكبر وأشجع وأقوى من مؤسسات ومنظمات المجتمع المحلي ورجال المنابر وصرح مغير للواقع المرير، ام انه تحول تأريخي ونقطة بداية للجيل الجديد الذي ترك الماضي ويأس من الناشطين الحقوقيين ومؤسساتهم وبدأ يشق طريق للنصر والانتصار على قضيته العادلة والبحث عن انتصارات حقيقي تلامس واقعه المرير.
ابنتي ندى كوني أكبر منهم، وشدي العزم والعزيمة، وثقي بالله ثم بالأجيال القادمة التي لن تلتفت إلى هذه الأبواق ولن تثني عزيمتكم واصراركم وقوة قضيتكم العادلة، فليس هناك أفضل ولا أكبر من الطفل نفسه لنقل قضية الطفولة، فهي قضيتكم ونحن نؤيدكم ونشد على أيديكم فلا تخافوا فلا تحزنوا وانتم الحاضر والماضي والمستقبل المشرق.