صبراً أهل قطر

ها هو التاريخ القريب خير درس وشاهد.. أي خير جاء على يد جماعات متأسلمة يوماً ابتداء من تنظيم القاعدة وانتهاء ب «داعش»؟

(الصبر يذيق صاحبه طعم المرارة ولكن نتائجه جميلة) - أرسطو..

ليست بعيدة هي الأيام التي كان فيها إخوتنا في قطر يقضون إجازاتهم طويلة كانت أم قصيرة بيننا، وليس ببعيد ذلك الشعور الجميل الذي كان يغمرهم وهم يجدون أنفسهم في أحضان الإمارات أهلاً وأقارب وأنساباً وأصهاراً...

 

لكن البعد القاسي اليوم أضنانا جميعاً، ونحن نرى أيامنا الخوالي عصفت بها رياح الغدر والصلف والغطرسة التي تنتهجها الحكومة القطرية لتحدث فينا جميعاً ألماً ووجعاً لم نعرف كيف نداويه إلى اليوم....

وما أوجع الجرح حين يأتينا من أخ.. صديق..قريب...ممن ظننته يوماً عضدك وذخرك للملمات، فإذ به اليد التي تطعنك من حيث لم تحتسب يوماً!!!

(وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضةً

على المرءِ منْ وقعِ الحسامِ المهندِ)

ونبقى في حيرة من أمرنا أمام أسئلة يصعب الإجابة عنها، ويصعب أن تجد لها تفسيراً مقنعاً، لأجل ماذا أيتها الحكومة القطرية؟؟

لأجل ماذا كل هذا الجور والعبث والضلال بأبناء شعبك؟ -قبل أي شعب- ثم بجيرانك وإخوتك وأبناء دمك وعروبتك ودينك؟

وأي طموح أهوج أيتها القيادة القطرية غرَّر بك لتخوضي ظلمات بعضها فوق بعض بلا دليل أو مرشد عدا أيادٍ صهيونية من جهة وإيرانية ثم تركية من جهة أخرى، لا تريد منك سوى أن تكوني أداة تزعزع بك الأمن والأمان في المنطقة كلها لتحقق هي أغراضها السوداء المخربة...

حقيقة أيها الشعب القطري الشقيق تأتي هذه الأسئلة كغمامات سوداء تحجب شمس السلام التي نتوق إليها جميعاً..

أسئلة بطعم مرارة الوعود التي خُدِعَت بها الحكومة القطرية، فقامت على أثرها بتوجيه سهام الفرقة والأذى بِنَا وبكم إخوتنا في قطر.. ترى ما حجم الوعود التي تجعلك راسخاً في غيك وظلمك وصلفك؟!

أي نعم إن كان الخطأ وارداً يوماً ومغفوراً ربما فإن استمراره والثبات عليه والتشبث بِه ذلك الذي لا يُفهم أبداً، أتُراها وعوداً سيادية، سلطوية، ثرواتية؟

ولا شيء من كل ذلك مما يضلل به الشيطان النفوس، يُقنع النفس بخطيئة لا تقع عاقبتها على المخطئ فقط، إنما على شعب كامل بل شعوب ودول ومصائر كانت مشتركة ذات ليلة..

نُجِلّكم أهل قطر الكرام ونؤمن ببراءتكم من أفعال قيادتكم الصبيانية، ويعز علينا صدع ليس لنا جميعا يد فيه، غير يد الجور التي تسللت بيننا مُتلبسة ألف قناع وقناع لتخفي حقيقة دعمها لإرهاب مقيت لا يجلب معه إلا دماراً على الجميع.

وها هو التاريخ القريب خير درس وشاهد..أي خير جاء على يد جماعات متأسلمة يوماً ابتداء من تنظيم «القاعدة» وانتهاء ب«داعش»؟؟..لم نرَ إلا جوراً وظلاماً وتناحراً بمعنى الكلمة لا مجازاً، أنستبدل تلك الشيطنة وسفك الدماء بنعمة الأمان التي منَّ علينا بها رب العالمين ؟؟

حقيقة إن لم نستشعر جميعاً قيمة الخير الذي نعيشه، الأوطان التي تظلنا، البيوت التي تأوينا، الشوارع التي نسير فيها في أي وقت آمنين، مدارس أبنائنا، مساجدنا نصلي فيها مطمئنين، كراماتنا المحفوظة في بلادنا، تسهيل شؤوننا اليومية، علاجنا، سفرنا، أعمالنا، الأخوَّة، والسلام الذي نقدمه للقريب والبعيد، احترامنا للناس بكافة طوائفهم وأديانهم.

إن لم ندرك جميعنا قيمة كل ذلك فنحن في خطر حقيقي...

خطر يغامر بكل ذلك لأجل مستقبل مجهول الهوية ومخيف، يمكننا استقراء ظلاله السوداء من قراءة المجتمعات التي تلاعبت بها الجماعات الدينية يوماً..

أتابع دوماً الحسابات القطرية عبر "تويتر"، وأدرك أنها لا تمثل حقيقة الشعب القطري النبيل...إنما هي أفعال خلايا الأمن القطري وعزمي بشارة و«الإخوان» المهلوسين ممن يحركون خيوط القيادة القطرية كدُمية خشبية؛ لأننا ندرك وعي ورقي وثقافة وشهامة أهل قطر التي تعلو بهم عن توجيه السباب والبذاءات لأهلهم وجيرانهم في المنطقة..

ونحن بدورنا يا أهل قطر نعوِّل على الخير المتأصل في قلوبكم لكي يكون لكم صوت حق تقولون به للحكومة القطرية المُغَيَّبة، يكفي عبثاً.. يكفي فرقة وعزلة وخسائر، يكفي غرقاً نحو مجهول مظلم للجميع..

نراهن كثيراً على الأصالة فيكم إخوتنا في قطر، وننتظر بالشوق كله عودتكم السالمة إلى البيت والحضن الخليجي.

فصبراً أهل قطر.. سنجتمع معاً حتما إن كانت حكومتكم جادة حقاً في إيقاف سلوكها العدواني غير القويم، والكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتغيير سياساتها التي تدعم الإرهاب وزعزعة الأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين والعودة إلى طريق السلام.

إعلامي إماراتي

[email protected]

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص