في ذكرى تحرير عدن

بسم الله القائل في محكم كتابه :

" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" [ الأحزاب : 23 ].

تمر علينا اليوم الذكرى الأولى لمعركة تحرير عدن وما حولها من رجس الغزاة الحوثيين والعفاشيين الذين قتلوا واحرقوا ودمروا كل شيء جميل  أثناء حربهم الظالمة على عدن الانسان والتاريخ والحياة مطلع العام الفائت 2015م ، وفرضوا على أهلها العراك و القتال من اجل صدهم ودحرهم خارجا في معركة صمود قل نظيرها وسيسجلها التاريخ في انصع صفحاته.

لقد خاض شبابنا وشيوخنا ، نسائنا ورجالنا، اطفالنا وبناتنا معركة تصدي وصمود اسطوري امتزجت فيها حبات العرق بقطرات الدم، وتلاحمت الارواح والاجساد حتى اصبحت كأنها روح واحدة وجسد واحد امتلك كل القوة للصمود والتضحية والتحرير.

نتذكر بفخر واعزاز تضحيات غالية -  بالنفس والمال والولد والجهد-  جاد بها اهلها من غير من وانما دفاعا عن عدن وطلبا لتطهيرها ، ونثمن تثمينا عاليا وقوف ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة  ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة لصمود عدن واهلها ومساعدتهم لنا في التحرير والبناء من خلال العمل المساهم في التطبيع السريع للأوضاع بعودة الخدمات واستمرار الحياة بعد خروج الغزاة من عدن.

وفي ليلة القدر .. 27 رمضان 1436هـ .. تحقق امل عدن بالتحرير والخلاص من مليشيات الحوثي وعلي صالح، وتلك ثمرة غالية الثمن قدمنا في سبيلها نخبة غالية من خيرة شباب عدن بين شهيد وجريح طلبا للحرية وفي سبيل عزة الوطن.

اشعر اليوم ونحن نتنفس عبير الحرية ، ومرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع لها كل ابناء الوطن ، ان ما قمنا به في قيادة مجلس المقاومة بعدن من دور وطني لتوحيد كل الطاقات وتسخيرها من اجل تحرير عدن والذود عنها لا يصل الى ما قدمته اسره فقدت معيلها او أم فقدت ابنها او اب جريح فقد القدرة على العمل ومواصلة طلب الزرق له ولأولاده.

لكنني اتذكر وبفخر كبير أننا في قيادة مجلس المقاومة وفي السلطة المحلية في حينها، عموما لم ندخر ارواحنا او جهودنا وكنا سباقين مثلنا مثل كل ابناء عدن الى مزاحمة الرجال في كل الميدان إضافة إلى دورنا القيادي في الدعم والتوجيه والمتابعة.

لقد عملنا في مجلس المقاومة مع مختلف الطيف الجنوبي  بروح وطنية لا تعترف بالمسميات طالما كلها تسعى للانتصار لاسم وحيد لا في الأفق وأشربت إليه كل المكونات ( عدن)، وكنا حلقة وصل بين القيادة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، وقيادة التحالف العربي وبين مختلف القيادات والمكونات المقاومة في الميدان ، كان لنا دورنا وحضورنا الايجابي مع الجميع من دون تمييز او تحيز ، وكان لنا من الله خير الجزاء ان تحقق تحت قيادتنا النصر لعدن وتحريرها من الغزاة.

وبهذه المناسبة العظيمة لا يفوتني ان اسجل اسمى آيات الشكر لكل الزملاء في قيادة مجلس المقاومة ، ولكل مقاوم وكل اسرة وكل بيت في عدن كان له دوره وحضوره في الصمود والتحرير والبناء ، واترحم على الشهداء مبتهلا الى المولى عز وجل ان يتقبلهم في عليين، وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل،  وان يجعل من نصر عدن والوطن عموما خير عزاء لأسرهم واولادهم.

  • نايف البكري وزير الشباب والرياضة
  • رئيس مجلس المقاومة سابقا
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص