نعومة حمادة عفاش لن تحرر صنعاء

  في بادئ الأمر اعتقدنا أن أحمد علي صالح سيأتي إلى اليمن ويُجهِز على عصابة الحوثي الانقلابية بحرسه الجمهوري في غضون أيام أو أسابيع ويثأر لمقتل والده، ولكننا عندما سمعنا خطاب النعي الذي ألقاه على الشعب اليمني أدركنا حينها بأن من يفتقد للكثير من الجينات الرجولية لا يستطيع حتى أن يذبح دجاجة .

  ترقبنا خطابه بشغف وقلنا بأنه أولاً سيعتذر للشعب اليمني بما اقترف والده من جرائم بحق هذا الشعب، وخصوصاً تلك الجريمة الكبرى حينما تواطأ مع مليشيا الحوثي وانقلابه معهم على شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ثم تسليمه اليمن ومقدراتها لهذه العصابة المارقة ولكنه لم يفعل، وقلنا بأنه سيعلن توبته وسيعلن ولائه للشرعية وانضمامه لها وسيعِد الشعب بمشاركته الجيش الوطني للقضاء على هذه العصابة الإجرامية التي كانت صنيعة والده ولكنه أيضاً لم يفعل .

  تَكلَّم بإسم الشعب ووالده من حارب الشعب وقتله ونكل به فخطب خطابه ولم يذكر المليشيا الحوثية لا من قريب ولا من بعيد، ضَعُفَ وجَبُن أمامهم ولم يسمِّهم بقتل والده وكأنه يسعى لرسم خط عودة إليهم ويتحالف معهم، ويبدو أن هناك أوامر تلقاها من مكان إقامته، ولم يذكر حتى إنتهاكات العصابة الحوثية ضد أسرته وضد أعضاء المؤتمر الشعبي العام، ولم يسمي الخونة الذين باعوا والده لهذه العصابة الإجرامية المارقة .

  حتماً كان خطاب النعي الذي ألقاه حماده عفاش أُعِدَّ من قِبَل المطبخ السياسي لدويلة الإمارات التي تريد أن تصنع علي عبد الله صالح آخر يقود المؤتمر الشعبي العام للمرحلة القادمة، وستدركون ذلك حينما يتم ترشيحه لأن يكون رئيساً للحزب، والأيام القادمة كفيلة في إظهار هذه الحقيقة، فدويلة الإمارات فشلت بمشروعها في اليمن بمقتل علي صالح، ولكنها لم تيأس فجاءت بالبديل الإمعة الذي سينفذ لها كل أوامرها دون تردد .

  ومن كان يعوِّل على أحمد علي بقيادة المرحلة القادمة وبأنه هو من سيغير الخريطة العسكرية والسياسية فقد أخطأ لعدة أسباب وأهمها : لم يَعُد الحرس الجمهوري يأتمر بأمره فحوالي ثلاثة أرباع الحرس الجمهوري إنصهر في قوات مليشيا الإنقلاب الحوثية، وبالتأكيد لن يقبل جندي في الجيش اليمني أن يكون قائده هذا المخلوق الذي لا نعلم أهو ذكر أو أنثى لنعومته المبالغ فيها .

  من جانب آخر لن يُعطى هذا المخلوق أي صفة في الحرب المصيرية ضد المليشيا الحوثية طالما وأن موقفه من هذه المليشيا يشوبها الكثير من الشك والريبة، فلم ينتقدها ولم يذكرها بشيء، أضف إلى ذلك أنه وُرِدَ إسمه من ضمن المعرقلين في القرار الدولي .

  لم يتبقى معنا إلا أن نقول لأولئك المزايدين الذين نلاحظهم هذه الأيام يسعون لتلميع صورة أحمد علي صالح بأننا لن نقبل إطلاقاً بأن هذا المخلوق الذي قتل الشعب اليمني بحرسه الجمهوري أن يتحول لبطل قومي، فالبطولة لن تُنسَب إلا لأفراد قواتنا المسلحة المرابطة في الجبهات لثلاث سنوات مضت وهم من يستحقونها حتى وإن كان هناك بعض القصور، وهذه حرب تحرير ولابد أن تكون هناك أخطاء غير مقصودة .

  ويجب أن يعلم أولئك المتنطعين المزايدين بأن الشعب اليمني رفض التوريث في حياة علي عفاش وبالتأكيد لن يقبله البته في مماته، وبدلاً من أن يسعى أولئك المتنطعين من صناعة عفاش آخر يجب عليهم أن يفجروا الموقف إعلامياً لتحريض الشعب وجميع الوسائل الإعلامية للمطالبة بالأموال المنهوبة وإعادتها لخزينةالدولة .. تلك الأموال التي نهبتها هذه الأسرة العفاشية وكل من كان له علاقة بها وشاركها بنهب ثروات اليمن، وكذلك المطالبة بمحاكمة أحمد علي عفاش بكل الجرائم التي إرتكبها الحرس الجمهوري بحق الشعب اليمني .

  ثقوا تماماً يا هؤلاء بأن محاولاتكم في تلميع علي عفاش وإظهاره بطلاً لم يُجدي نفعاً بل باءت كل محاولاتكم بالفشل، لذلك توجيه أنظاركم لإبنه حماده أيضاً لن يجدي نفعاً ولن يكون مصيرها إلا الفشل، فإن كان علي عفاش لم يستطيع تحرير صنعاء بل ولم يستطيع حماية نفسه بجيشه المغوار من بطش الحوثي ومات موتة الجاهلية، فبالتأكيد لن تكون نعومة حماده عفاش هي من ستحرر صنعاء .. أعقلوا .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص