منذ الأحداث الأخيرة بعد مقتل علي صالح، انصدمنا بكثير من العقليات الشبابية حتى التي كانت مناهضة لحكمه لكنها لازالت للأسف تنتهج عقلية التبعية التي لربما توارثوها من الأولين.
هرع الجميع للتخيير ما بين حكم علي محسن وبين نجل علي صالح، وتبرير كل اختيار ، فمنهم من وقع اختياره على أحمد كقيادة شابة قريبة للشباب على حد رأيهم متناسيين بأنه منذ نعومة أظافره قد تربى على القتل بدم بارد كوالده تماما والذي لطالما أشترك معه بإنهاء حياة كل من يعارضه او ينتقد سياسة حكمه.
بينما اختار الفريق الآخر علي محسن كونه الأقرب إلى كينونة حزب معين وكونه انضم لثورة فبراير الشبابية، متناسيين سبب انضمامه وتبعياته التي غطت على شريك طفولته - علي صالح - وغسلت جريمتيه بحرق ساحة الحرية بتعز واحداث جمعة الكرامة بصنعاء.
يتصارع أتباع الطرفان و كل يأتي بمبرراته، و كنت اظن لمدة ان سياسة التبعية وترسخ فكرة الحكم من مناطق معينة باليمن خاصة في الجيل السابق ولا يمكن لها أن تتعدى إلى جيل الشباب المتنور الذي يؤمن بالحريات والتنوع الجغرافي ، خاصة بعدما عاشوا حكم الرئيس الحالي من الجنوب عبد ربه رغم انه كان نائبا للمخلوع ولحزبه أيضا بعد سنوات طويلة من حكم الشمال المستبد لليمن ، ومع ذلك بقى هادي الجنوبي محبا ومخلصا لليمن الكبير .
ككاتبة تأملت كثيرا السبب الرئيسي وراء عبور فكرة التبعية لمناطق معينة بحد ذاتها ولبيت الأحمر بشكل خاص، وجدت ان السبب هو دهاء علي صالح - كما يحب البعض هذه التسمية - هي وراء زرع هذه الفكرة وترسيخها.
فككل أب يحب توريث شيء قيم لأولاده، حيث عمل صالح على ترسيخ هذه الفكرة - بما أن الحكم جمهوري في اليمن - عن طريق أصنامه الذين زرعهم في كل قرية وحارة ومرفق حكومي وخاص، ليتعزز لدى الناس بأنه لا يصلح للحكم سواء وريث صالح وهو أرحم من والده وأكثر ذكاء ومعطاء مدعمين ذلك بشتى الطرق من أمثال شعبية قد تتواءم مع العقليات البسيطة التي سرعان ما ترضخ لهذه الفكرة.
عذرا يا سادة فذلك الطاغية وان حاولتم تلميعه قد انتهى وها هي اسرته عما قريب ستنفى من اليمن كما تم نفي اسرة بدرالدين الحوثي .. و عيون الشباب اليوم اصبحت مفتوحة اكثر وقادرة على قراءة الواقع والمستقبل، وباتت تعرف بحقوقها التي تتمثل باختيار قاداتها وحكامها من أي منطقة سواء كانت ساحل تهامة او تعز او مأرب الحضارة ، فهم أحرار لا أتباع .
دمتم بخير ،،،
* سكرتيرة موقع المستقبل اونلاين