النهاية الطبيعية لولاية الفقيه...!!!
الناس يتألمون لأنهم محرومون مما يظنونه خيرا، وإذا ينالونه يخشوا ان يفقدوه، أو لأنهم يعانون ما يظنونه شرا. وإذا ما بطل كل اعتقاد من هذا القبيل لا ريب في أن كل الشرور سوف تزول لا محالة. لذلك نرى الزاهد يستخف بالطبيعة، والصوفي يزدري الظواهر، والمسيحي ينظر إلى وطنه الدنيوي كأنه منفى، والراهب يعرض عن الدنيا. الغريب أن المسلم لا يرى قيمة وجوده الحقيقية سوى في المخالفة وعدم التشبه بالغير حتى ان اضطر الى التخلص من وجوده- في سبيل ألا يتشبه بأسباب الاستنهاض الحضاري الانساني- سيتخلص من وجوده بان يكون ارهابيا ضد أهله ومجتمعه وامته وهو يظن أنه قد أحسن صنعا. لذا نرى أغلب العرب المسلمين اليوم هم وحدهم من يغتال الحياة باصرارهم على العيش خارج سياق شروط الحياة .... خارج شروط التطور ... خارج شروط التنافس الحضاري ومتطلباته .... خارج شروط اللحاق بمستقبل العالم المتقدم. واقعنا العربي اليوم هو برهان مادي محسوس بكل الحواس ومدركات الوعي لكل من يطرح كطرحي هذا. ستبقي كل مشاكل الشرق قائمة مادامه يرفض الاصغاء لهكذا وعي. ما يحدث في ايران اليوم من احتجاحات ليست الا تعبيرا مكثفا لحاحة الايرانيين لدول مدنية حقيقية. ما يحدث في ايران اليوم من مطالبات شعبية ومن مدن كانت وكرا ومركزا ورمزا للنظام الايراني القائم كمدينة قم خرجت رافعة شعار لا نريد ثورة إسلامية ولا دولة دينية نريد جمهورية ودولة مدنية وهذا المطلب هو مطلب كل شعوب الأرض الطامحة لعيش الحياة بشروطها. هذا المطلب كان ولا يزال جذر وأس مطالب الشارع العربي برمته، وهو ما عبرت عنه ثورات الربيع العربي التي تؤمر عليها عربيا ودوليا. هذا المطلب او الاستحقاق الوطني لاي شعب في الدنيا لم يعد من الكماليات السياسية بالقدر الذي صار فيه من الحاجات الضرورية لا سيما وان الدول التي تنعم بحياة التطور، و الاستقرار، ورفاهية شعوبها لم تكن لتنعم بذلك الا ﻷنها دول مدنية. استحقاق ان تكون دولة مدنية هي مطلب الشارع الايراني. وانا على يقين أن الشعب الايراني نفد صبره على سلطة وولاية الفقيه... لن يعود الشارع الايراني مكسورا بل سيواصل نضاله، وحتى ان استطاعت الدبابات ان تصمته فلن يصمت سوى مؤقتا وسيثور ثانية حتى يحقق الدولة المدنية التي يتوق اليها. ما يحدث في ايران سنراه غدا كثيرا يفاجئ كل الانظمة المزيفة بالديمقراطية، بل وسيفاجئ كل نظام سياسي يرى ذاته محصنا او في منعة من ان تطاله مطالب شعبه في التغيير والتحديث. ان هذا الاستحقاق في جوهره ليس الا قانونا من قوانين نشوء حضارة اي شعب وضمان استمرارها كونه يمثل ضمانة لعيش الناس الحياة بكامل شروطها لا بحدودها الدنيا. ما كانت السلطات الايرانية تتوقع ان يثور الشعب عليها في هذا الظرف التاريخي بالذات.... وخاصة مع راس السنة الميلادية للمسيح الذي كأنه ولد في ايران ليكون مخلصا للشعب الايراني من نظام يؤمن ان الأمام الثاني عشر سيخرج من سرداب اختفى داخله منذ 12 قرنا.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص