الكثير منا يعرف بأن لقب داهية العرب في العصر الإسلامي أُطلِقَ على عمرو بن العاص الذي كان فاتحاً وكان والياً على مصر في عهد الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، في يومٍ ما قال له ولده عبدالله : كيف أنت يا أبي ؟ فرد عليه قائلاً : أنا أسد ولكنني لو وجدت مخرج الثعلب لخرجت .
حينما ضاق الخناق على داهية العرب للعصر الحديث وأسدها وفارس اليمن فخامة المنصور هادي وكانت المنيَّة قريبة منه بعد محاصرته من قِبَل مليشيا الإنقلاب لم يجد بُدَّاً لينفذ بجلده إلا بالفرار بعد أن تخلى الكل عنه، وبالفعل وجد مخرج الثعلب فنفذ بجلده هارباً إلى محافظة عدن ومن ثم إلى عمان الذي غادرها للمملكة العربية السعودية .
بعد أن إستطاع المنصور هادي من النجاة بجلده إستشاطت مليشيا الإنقلاب غيضاً وغضباً وندبت حظها من يومها حتى اللحظة لاسيما بعد أن أذاقها فخامته الويل والثبور عندما عاد لمواجهتها وإستطاع أن ينتزع من براثنها مساحات واسعة من الأرض اليمنية وحاصرهم أرضاً وجواً وبحراً، فأي رجل هذا وأي قائد وسياسي محنك هذا الرجل ؟ كيف إستطاع أن يتحول من مُحاصَر من قِبَل مليشيا لا تعرف الرحمة طريقاً لها إلى مُحاصِر لذات المليشيا، على الرغم من أنه لا يمتلك الأدوات الخاصة به، فهل نحن نعيش هذا الواقع أم أننا نشاهد فيلماً سينمائياً هوليودياً من نسج الخيال لسيلفستر ستالون ؟ .
خلال كل الفترة الماضية إلى يومنا هذا سمعنا كثيراً عبارة : الفار هادي التي أطلقتها مليشيا الإنقلاب في الشمال على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، ثم حذت حذوها أختها بالرضاعة من الأم الفارسية المليشيا الإنفصالية في الجنوب ورددت هي وأبواقها ذات العبارة ( الفار هادي ) ، تلك المليشيا الإنفصالية التي تستخدمها دويلة الإحتلال والتي حولتها من مليشيا إنفصالية إلى كيان مختلف في الشكل ولكنه يحمل ذات الهدف وأسمته المجلس الإنتقالي الجنوبي، وعلى الرغم من أن فخامته لم يفر هارباً ثم توارى عن الأنظار كما فعل زعيمهم الروحي السابق علي سالم البيض، ولكن وكما يبدو لي أن شدة الغيض والحقد الذي أحرق قلوبهم هو من جعلهم يطلقون عليه هذه العبارة .
مجلة العربي الأمريكية أنصفت فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإختارته شخصية العام 2017 م، وإستدلت بذلك تجاوزه لكل تلك العقبات والمؤامرات عليه منذُ أن تَقَلَّدَ منصب رئيس الجمهورية مروراً بإعلانه التاريخي لحوار وطني يجمع كل أطياف اليمن، ثم بالإنقلاب عليه ومحاولة قتله ونجاحه بالهروب من بطش المليشيا وعودته محرراً لأكثر من ثلاثة أرباع من الأرض اليمنية، وأضافت الصحيفة أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي تقع على عاتقه مهمة ثقيلة وخطيرة تتمثل في الحفاظ على اليمن الجمهوري ووحدته .
بعد كل ما ذكرته آنفاً أود أن أذَكِّر كل من يحمل في قلبه غيضاً وبغضاً تجاه رمزنا الوطني وولي أمرنا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بقول الله عز وجل : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسوُلِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللّٰهَ وَاْليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللّٰهَ كَثِيرَاً ) • فرسول الله صلى اللّٰهَ عليه وسلم حينما أوحى له ربه بمكر كفار قريش وعقدهم النية لقتله شد الرحال وفر هارباً من بطشهم فكانت وجهته المدينة المنورة، ولكنه عاد إلى مكة المكرمة فاتحاً ومنتصراً لدينه وليس منتصراً له وكان يحمل في قلبه العفو والتسامح وقال : يا معشر قريش ماترون إني فاعل بكم ؟ فقالوا خيراً أخ كريم وبن أخ كريم .. فقال إذهبوا فأنتم الطلقاء .
خلاصة القول بئس قوم أقزام يهمزون ويلمزون رجلاً إقتدى بأعظم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وفر هارباً حاملاً معه قضية ومشروعاً لشعب تعداده عشرات الملايين كشعب اليمن العظيم ويقولون عنه بالرجل الفار، بل ويتطاولون عليه ويقدحوه بأسوأ الصفات وخصوصاً إن كان بحجم رجل مثل هذا الرمز الوطني فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لا يختلف عليه إثنان عاقلان بأنه ضحى بحياته وبالغالي والنفيس ليس لإحتفاظه بالسلطة والتشبث بها بل لأجل تحقيق حلم الشعب اليمني العظيم بمشروع يكفل له الحرية والعزة والكرامة أسوةً ببقية شعوب العالم .