أين مجلس تنسيق المقاومة مما يتعرض له سكان تعز من قمع لحرياتهم، وتعريض حياتهم للموت برصاص مسلحين ومتشددين في الأحياء المحررة؟
الصمت عار و التزام الحياد حيال جرائم تمس حريات وحقوق الناس يدين قيادة المقاومة، والأشد مضاضة تبريرات بعضهم كل جريمة وانتهاك رغم علمهم بأن الانفلات يخدم الانقلاب.
نعرف جيداً دوافع من يحرضوا على الحريات العامة بكذبة "حماية الفضيلة ومحاربة المنكر"، و إرهاب منتقديهم، لكن لم نجد تفسير لصمت المقاومة إزاء هذه الجرائم.
يعيش المدنيين بتعز منذ عام ونصف وسط نار حرب الحوثي وصالح، وتتفاقم معاناة الحياة بسبب استمرار حصارهم على المدينة، وفوق هذا يتورط من يزعموا انتمائهم للمقاومة باستهداف حريات الناس.
للأسف، يتدثر العاهات برداء المقاومة، ويستهدفوا سكان مدينة تعز بمبررات غبية وذرائع واهية على غرار حماية المجتمع من الإختلاط.
فأين المنكر الذي يدفع بالكائنات العجيبة لمحاربة أنشطة ومبادرات مجتمعية، وتجريم لقاءات شبابية في أماكن عامة، وترهيب منتقديهم ؟
اللافت في الآونة الأخيرة اهتمامهم بسفاسف الأمور، ولكأن غايتهم تشديد الخناق على الحاضنة الشعبية للمقاومة، وما يثير مخاوف الناس صمت أغلب قيادات المقاومة، ومحاولة بعضهم التهوين من ذلك.
تخوض تعز معركة فاصلة ضد المليشيات، في حين يتفرغ الأوغاد لاستهداف العزل في مدينة متمدنة، ولم يجدوا من يردعهم، والأغرب تهوين بعضهم من تبعات الكارثة.
والتحريض على الرأي ومنع تنظيم الأنشطة في ظل غياب السلطة المحلية، وتراخي المقاومة عن القيام بواجبهم في وقف الانتهاكات يؤسس لكوارث خطيرة لن يكون أحداً بمنأى منها.
خرجت المقاومة التعزية لحماية حقوق وحريات وكرامة أبناء المحافظة من المليشيات الإنقلابية، وليس لمصادرتها بكذبة حماية الدين بالتزامن مع اسكات منتقديهم بتوزيع الصكوك والتهم.
جنون المتشددين يوسع الهوة بين الناس والمقاومة، وهذا ما يجعلهم بصف المليشيات التي تواصل حرب إبادة تعز بالقصف والحصار، ولهذا وجبت مواجهة الطرفين بوقت واحد.
بلا شك، ترسخ جرائم التشدد والعمليات الإرهابية اعتقاد الحكومات الغربية حول تنامي الإرهاب في المناطق المحررة، بينها، مدينة تعز، والتي يصفها الإعلام الغربي بأحد بؤر نشاط التطرف.
ويوفر جنون المتشددين بتعز والإرهاب في الجنوب مبررات انحياز الدول الغربية للمليشيات، وتتجلى موقفهم في إجبار الشرعية على الرضوخ لتسوية مهينة مع الإنقلاب.
بالعودة إلى تعز، يجب على قيادة المقاومة والجيش الوطني والسلطة المحلية إدراك مخاطر تأخرهم في وقف تبعات التطرف وقمع الحريات على مسار معركة التحرير، والأمن والاستقرار مستقبلاً .
ليس مقبولاً الاكتفاء بالصمت أو التهوين عن موجة التطرف وقمع الحريات في توقيت حساس من عمر معركة تعز ضد الإمامة التي تكرس أدواتها لإلصاق تهم الإرهاب بالمقاومة التعزية.