على إثر تحرير المناطق التي كانت تحتلها المليشيات الانقلابية لمديرية الصلو سيتفاجئ أي زائر ليس لتلك المناطق المحررة وإنما لكل عزل وقرى المديرية بهول وفداحة الكارثة التي تعيش وترزح تحت طائلتها حياة كافة الأسر. كل شيء في هذه المديرية صار معطلا ... مدارس مغلقة... مستوصفات ومشافي مقفلة... خدمات المياه ضربت ونسفت شبكات توزيعها... خدمات الإتصالات ضربت ابراجها ونهبت... معظم أبراج وأسلاك الكهرباء صارت خارج جاهزية العمل كلية... شبكة طرق المديرية تؤكد أن الصلو عاشت خارج دائرة اهتمام كل سلطات الدولة وحكوماتها المتعاقبة طيلة العقود الماضية.
وما زاد الأوضاع بؤسا في حياة أهالي المديرية حالات النزوح الجماعي لعدد من القرى التي تحولت إلى قرى أشباح هروبا من الموت القادم مع الميليشيات الإجرامية التي أحالت الحياة في المديرية إلى جحيما إضافيا يفوق كل وصف خاصة بعد أن فرضت مليشيات الموت حصارا قاتلا للمديرية وقطعت الطريق الوحيد الذي يربط المديرية بأسواق الدمنة والراهدة اللذان يمدان المديرية بكافة احتياجاتها من المواد الغذائية والدوائية وكافة المستلزمات و الإحتياجات الأساسية لحياتها.
وباعتباري كأحد أبناء المديرية وبراءة للذمة على إثر مشاهدتي للواقع الكارثي بكل ما تحمله مفردات الكوارث من معانات تفوق الوصف لاسيما بعد تحرير الأماكن التي كانت تحتلها الميليشيات المسلحة الحوثية ودحرها ذليلة منها على أيدي الجيش الوطنى إزدادت الأوضاع أكثر مأساة جراء سعي هذه الميلشيات الإجرامية للانتقام من المديرية بطرق أبشع كاستمرار قذف قرأها من مناطق خدير بالمدافع الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا وزاد أن قطعوا كلية الطريق الوحيد الرئيسي للمديرية من دمنة خدير لمنع وصول أي شيء من الأشياء الضرورية كالغذاء والدواء.
نعم براءة للذمة أناشد كل المنظمات والمؤسسات المختلفة المحلية والدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية سرعة المبادرة لإنقاذ الأطفال والنساء وكبار السن وكافة الأسر من غول الجوع وانتشار الامراض وتفاقم نتائج سوء التغذية وانعدام كافة الخدمات الأساسية التي وصلت في بعض القرى التي شهدت رحى الحرب أن فقد الناس حتى مفاتيح الإضاءة ناهيك عن فقدانهم لفرشهم ومواعين بيوتهم خاصة إذا ما ثبت أن المديرية لم تصلها أية مساعدات إنسانية من أية منظمات منذ بداية الحرب الذي شهدته على مدى سنة ونصف السنة.
أكرر مناشدتي لكل منظمات الإغاثة سرعة إرسال قوافل الإنقاذ للناس في هذه المديرية المنكوبة حتى لا يسجل التاريخ ضدها ليس خذلانا فحسب بل خزيا سيظل كبصمة عار فوق جبينها عبر الازمان.
اللهم إني ككاتب شاهد ما يفوق الوصف من مآسي قد أبلغت...اللهم فاشهد.