من خواص رؤاي لآولي الألباب فقط..!
2018/02/28 - الساعة 07:10 مساءاً
عندما أكتب لا أكتب تحت تأثير أي أيديولوجية وإنما تحت تأثير ما يمليه علي وعيي واستبان لي أنه حقيقة.
ولكم أحمد الله تعابى أنه لم يخذلن يوما ما وإنما يرزقن دائماً بما لا يدركه إلا آولي النهى.
إن أكثر ما أكتبه ليس مجرد أراء منابعها عواهن الكلم، وإنما رؤى مصادرها روافد متعددة تشكل في مجملها المجرى المعرفي والفكري والثقافي الذي يمددني بمعطيات ماض ومضارع الأحداث والحوادث وصيروراتها المتداخلة في متواليات حلقاتها الزمنية المتسلسلة.
بواعث التعب الذي يطالني أن بعض من يقرأ لي يا انه غير متحرر الوعي وما لا يتفق ووعيه فهو باطل.. يا انه محدود الوعي وما لا يستطيع وعيه فهمه فهو عبارة هرطقة ويجانب الواقع الذي توقفت قدراته العقلية عن فهمه... يا انه نرجسي الوعي فلا يريد أن يرى إلا ما يروي في روحه عطش نرجسيته.
وكم اكون سعيدا عندما يتفق ما أكتبه مع وعي كثيرين هم وحدهم من يثلجون وعيي بمشاهداتهم التى تتفق مع مشاهداتي لمتغيرات وتطورات الأحداث على كافة الأصعدة ومجالاتها المختلفة.
سنلاحظ كثيرا في زمن وسائط التواصل الاجتماعي وصحافة الفيسبوك كثيرا ما أتفاجئ بتطفل الحمقاء والمغفلين لما قد يكتبه كاتب واع محترف الوعي والكتابة فتراهم لا يقفون عند تخوم ما هو مكتوب وإنما يتقيئون حمقهم بعضهم بسفاهة تعكس فداحة غيهم وخباثة صدورهم المتخمة بالكراهية والحقد غير المبررين؛ وتعكس على نحو أوضح أشد ضروب حالات تبلد الوعي العصي على التداوي من أمراض التبوتق الأيديولوجي.
تجدهم لا يتطارحون الأفكار بمناقشتها وإنما يتجهون بالهجوم على كتابها.
أو يتحدثون بشيء لا صلة له من قرب او بعد بالفكرة فما هو مكتوب يكون بواد به زرع وما يرددونه يكون بواد أخر غير ذي زرع.
واحيانا قد يكون على صلة ما يعلقون به على كتابات معينة لكن ليست في محلها وإنما خارج الفيسبوك لكونها قد تشي لأطراف أخر تستفيد منها وتوتي بنتائج وخيمة.
وهنا يحضرني ما قاله الأديب العالمي غابريل ماركيز في أخر مقالة له -هي مقالة بمثابة وصية- قل بما تشعر به ولا تقل بما تفكر فيه.
لماذا؟.... ﻷن مكمن فرط الغباء عندما تقل أو تكتب أفكارا تتصل بمشاريعك الخاصة أو بمشاريع وطن لاتزال قيد السرية أو هي متصلة بأسرار عسكرية وحربية .........الخ.
من هنا اقول لا يعني أن كل من يكتب بالفيسبوك قد صار كاتبا ومفكرا أو صحافيا.
وليس كل ما يكتب وينشر بوسائط التواصل الاجتماعي يعد مقالات وادبا وفكرا.
أن تكون كاتبا عليك اولا وقبل كل شيء أن تتحرر من كل القيود المكبلة للوعي والتفكير الحر المستقل ناهيك عن شروط كثيرة لا حصر ؛ ولا يتسع هذا المقال لإيرادها.
هناك من يرى ان الكاتب الحقيقي يعرف يقينا أنه سيكون كاتبا ناجحا منذ اللحظة الاولى التي مسك بين أصابعه القلم ليكتب نصا ما.
كل كاتب يدرك ويعرف انه كاتب حقيقي او العكس.
ومن هذه النقطة نستطيع ان نميز بين الكاتب الحقيقي والكاتب المزيف او المستكتب بضم الميم وتسكين السين والكاف... اي المستأجر ﻷيديولوجية ما أو جماعة ما أو ﻷشخاص معينين.
الكاتب الحقيقي ينطلق ولديه شعار خاص بما يكتبه.
بالنسبة لي عندما ادركت أنني لا أستطيع الحياة الا في أن اكون كاتبا انتهجت شعارا خاصا لتجربتي في الكتابة يتلخص بكلمتين هما "الحقيقة حقيقة ".
وبمرور الوقت صار هذا الشعار هو شعار حياتي كلها....
مهما يعمل أي امرئ فيغالط أو يزيف أو يلهو أو يخطئ ..... الخ ... ففي النهاية لن يصير ولن ينصلح ويثبت لديه شاء ام أبى الا الحقيقة أو ما هو حق.
دائما اطبق هذا الشعار في كل أمور حياتي كيما أحس بالاستقرار والسعادة يعتمرن ثنايا الروح.
إضافة تعليق