تعزية في مقام الشهيد الحميد ابن منصور..!!
كان الضابط الحميد ابن منصور هناك في جبهات مأرب ونهم وكان أبيه البطل منصور حسن هادي هنا في جبهة الصلو. قبل يومين يتصل الحميد من هناك من فوق الجبال بجبهات الرجال إلى هنا فوق جبل جبهة الصلو. أبي ... كيف حالك ؟... والله اشتقت لك... أكثر من ثلاث سنوات وانا أسمع صوتك ولا أرى وجهك... الله كم أنا مشتاق اليك. يرد الاب ذو الستة وأربعين سنة  وعلامات الاشتياق البالغة التعبير بتلك العينين المحمرتا من شدة الحزن والشوق ... عينان فاضتا بالمياه الفضية حتى تشكلت على هيئة حبيبات فضية كلما قفزت حبة سالت على خديه يرد وبابتسامة صادقة ارسلها عبر صوت حزين إلى الحميد: - إن شاء الله النصر قريب وسنلتقي عند امك وأخوانك... المهم انتبه لنفسك حبيبي وكن دوما يقضا. - حاضر يا أبي... لا أخفيك نحن الآن محاصرين في مكان من أسبوع... ولكن بأذن الله سوف يساعدنا الزملاء ويفكوا الحصار. اليوم الظهر جاء الخبر أن الحميد بن منصور استشهد مع قائد الكتيبة وعدد من أصدقاءهم الأبطال. يا ألهي....  كيف حدث ذلك...؟ كنت كعادتي اتابع عن حصار كتيبة في نهم.... واليوم تبين لي أنه كان ضمن أفرادها. كان هناك في أقصى ميمنة جبهة نهم يرابط ضمن كتيبة تابعة للواء 117 مشاة. كتيبة تحاصرت منذ اسبوع بعد أن تساقطت كل المواقع عن يمينهم و شمالهم و من خلفهم و قطع عنهم خط الإمداد. بدأت المليشيات الحوثية ترسل أفواجها البشرية من كل الإتجاهات فصمد الحميد وزملائه صمود الأبطال. يقول مصدر " حينما مررنا على سفوح المعركة لم أرى مترا مربعا في الجبل يكاد بخلو من مقذوف عيار او كلاشنكوف أو شظية قذيفة مدفعية ...  لقد كثف الحوثيون التغطية النارية وشددوا الحصار على الكتيبة واستمر الحصار الخانق اسبوعا كاملا .... كل لياليه ونهاراته معارك و مواجهات عنيفة حتى اصبحت المواجهات من مسافة صفر  حتى وصلت المليشيات على أطراف المتارس ... يقول  أحد القادة  رغم كثافة أعداد المليشيات لكننا لم نسمح لهم حتى أن بترديد صرختهم وكان كل من يقف قرب متارسهم و يحاول أن يصرخ ليعلن الأنتصار تكون رصاصاتنا أسرع ... تحولت الصرخة إلى شهقة موت؛ قاومنا حتى نفدت الذخائر و نفد الزاد و الماء فقررنا أن تكون ذخائرنا هي ذخائر المليشيات ؛ زادهم هو زادنا... قاتلنا بشراسة وحولنا  المعركة من وضعية دفاع إلى وضعية هجوم وصمدنا أسبوعا  بلا ماء و بلا زاد سوى ما كان في متارس العدو والذخائر التي كانت بجعب الجثث". كان الحميد بن منصور أحد الضباط الشباب الذين قادوا فصائل تلك الكتيبة. تشير الأخبار إلى أنه قبل وصول تعزيزا من اللواء 72 لكسر الحصار المفروض على اللواء 117 مشاة منذ أسبوع دارت معارك وصفت بالشرسة  سقطت خلالها جثث  خمسة قادة حوثيين من عيار ثقيل بينها جثتي أبو زيد الوجيه و أبو محمد المعيلي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن البطل منصور حسن كان ضمن أشهر الأفراد الذين بقوا من الجيش اليمني السابق ضد انقلاب تحالف الحوافيش على الشرعية. كان منصور ضمن الذين صمدوا في معسكر المطار مقر قيادة اللواء 35 مدرع مع قائده الجديد حينها العميد الركن عدنان الحمادي. قاتل قتاااال الأبطال الإغريق في اسبرطة اليونانية.... ولايزال يقاتل ضمن صفوف اللواء 35 مدرع هناك في جبهة الصلو. ونظير كفاءته العسكرية اختاره القائد الحمادي ليكون ضمن فريق حراسته الخاص. يا آلله.... كم أنا موجوع عليك يا منصور ....؟ يا الله كيف ستختفي تلك الإبتسامة التي كانت تبرق في عينيه وترتسم فوق ثغره كلما رن هاتفه واعلنت شاشته يتصل بك الحميد؛ أو كلما أتى على ذكره. كان يعد الايام والساعات والدقائق شوقا إلى رؤيته ومعانقته عناق أب بطل لإبن بطل. اليوم وانا أرى صديقي منصور الذي جمعتني به علاقة رفقة بمعية القائد الحمادي وعلاقة جبهات وعلاقة قضية استصغرت ذاتي أمامه. انه من هنااااااك من مديرية مسور بمحافظة حجة... حاولت أن أحبس دموعي التي هزمتني. جاء سريعا من جبهة الصلو... لم يستطع حتى تجرع شربة ماء معنا... التقطت له هذه الصورة قبل مغادرته مخيمنا بثواني. ماذا عسى قلمي أن يكتب وأن يكتب وأن يكتب عن يا منصور. منصور ابن مديرية مسور بحجة من حبه وحياته بين أبناء تعز أسمى ابنه الذي استشهد اليوم بالحميد ... الشخصية الأسطورية لشيخ الأرض وعالم الزراعة الشعبي في محافظة تعز واب ويافع... المعروف بالحميد بن منصور. صبرا يا منصور .... صبرا أيها الاستثناء في الزمن المستثنى. سيقول عنك التاريخ انك وفيت البيعة وحافظت على شرف القسم العسكري حين خانه مئات الآلاف من الجنود والضباط. لم تكتفي بالتضحية بنفسك بل ووهبت القضية فلذت كبدك...الحميد. اعذرني أن قلت كلماتي في كتابة ما تستحقه وشهيدنا الحميد لأنك أكبر من رواية يجب أن تقرأها الدنيا. ما هذه الكلمات الا تعزية في مقام شهيد وبطل من ذهب هو أنت منصور ... المنصور دوما بأخلاقك وقيمك وكفاحك الوطني الاستثنائي.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص