هل الواقع ينتزع الأحلام ويقتلها؟؟

_هل الواقع كفيل بأن ينتزع الأحلام منا ويقتلها؟!

لا أعرف، كل ما أعرفه هو أن واقعي ضبابي اللون، أصغر بكثير من أن يتسع لكل تلك الأحلام بل لبضعها حتى ربما..
قدر لي أن أكون فتاةٍ حالمةٍ في وطنٍ يُستحيل فيه الأحلام، وتدفن وهي على قيد الحلم. كنت أبلغ السادسة من عمري حين أول حلمٍ لي..
أردت بشدة أن أكون طفلة من أطفال الحجارة اللذين كتب عنهم شاعري المفضل نزار قباني ورسمهم ناجي العلي، أن أكون بطلة القدس، أن أحرر الأقصى..
أتذكر جيداً تلك الليالي التي أسابق فيها نعاسي و أضع راسي على الوسادة حتى أرسم خططاً تكتيكية لتحرير فلسطين، لحظات السرور حين تنجح خططي الذهنية، وساعات غضبي حين أرى أن لا أحد ذكي مثلي..
ألا يفكرون بنفس خططتي! أن نحفر انفاقاً تحت الهكيل الصهيوني ونزرع المتفجرات وبضغطة واحدة ينتهي الإحتلال وتعود الأرض لنا..
أليس هذا حلمهم العربي القومي! أين هي عروبتهم وكل فلسفاتهم التلفزيونية لما لا أراها واقعاً.. ذات مرةٍ إستيقظت وقلت لوالدي أريد أن أصبح طبيبة تلبس رداء أبيض اللون كلون الغيوم التي تتبعثر على سماء وطني، اداوي الجروح، وأعيد الحياة لهم إن شاء الله، كثيراً كنت أسعد حين أسمع أبي وعائلتي ينادونني ب طبيبة، أفضل العابي التي كنت اتفنن بلعبها هي الطبيبة ومرضاها..
واجهة خوفي من الدماء لأجل أن أكون طبيبة، وتمسكت بحلمي رغم الحالة التي تنتابني حين أذهب للمشفى أو حين أشتم رائحة الدواء فكل هذا كان يتعبني ويصيبني بالغثيان..
كبرت ربيعاً وخريفاً، وأتسعت سحابة أحلامي حتى تهاطل بعضها نجاحاً كبيراً.. كأن حصلت على المراتب الأولى بدراستي، حققت التميز ، وأصبحت كاتبة يُشهد لها بمستقبلٍ عظيم.. وأضفت أحلاماً أخرى كأن أصبح أماً لكل طفل فقد أمه (رغم أني لا أحب تحمل مسوؤلية أحد) إلا أني أمتلك إنسانية لو نشرتها على سطح كوكبنا لنعمنا بالسلام الدائم.. أن أساعد من يحتاج للمساعدة بكل المجالات.. أن أغير مجتمع للأفضل لأجل وطن أفضل. وغيرها من الأحلام التي ربما تكون بعضها وردية اللون سأخفيها بأعماق جوفي إلي أجل غير مسمى..
أنا الآن أكتب عن أحلامي التي لا تزال حتى اللحظة قيد الحلم والحياة رغم ما مررت به من تأخير وتأجيل والآن تمر بمرحلة تغير. .
مؤلمة هي الحياة حين تجعلنا نتخلى عن ما حلمنا به الأمس ومتنا شوقاً لتحقيقه بالغد حين تنتظرنا بخيبة أمل كبيرة تشتت ذواتنا بعيداً عن كل ماحولنا، وقد نستغرق وقتاً طويلاً لتقبل الوضع؛ هذا هو القدر أليس كذلك! أتذكر مرة كنت أتحدث فيها مع شخص ساهم _ومازال_ بتغذية روحي أدبياً وفكرياً وأخلاقياً شخص أكن له كل الإحترام والتقدير قال لي ذات مرة:"إن لم تحققي أحلامك فلا بأس إن حلمتي بأحلام غيرها وحققتها فأنت مازلتي على قيد الحياة" وها أنا لظروف مفاجئة أُجبرت على تغيير خططي وأحلامي، وبدأت رحلة بحثي عن أحلام جديدة تمد لي جسوراً نحو أحلام الأمس فأنا رغم كل شيء وأي شيء لن أتخلى عنها سأسعي لتحقيقها ذات يوم فأنا ابنت أبي فتاة حالمة عنيدة.. إلي هنا مقالي سينتهي ومعه سينتهي خوفي من الغد، والإحباط فالحياة ملكي وسأحقق فيها ما أشاء..

ملاحظة:أظن بأن هذا المقال الوحيد الذي لن يقرأوه أبي كي لا يحزن، ويشعر بالألم لأجلي.. رغم تفائلي إلا أني أعلم بأن روح الأبوة لديه ستعاتبه وهذا يجرحني من الداخل.. ادامك الله لي يا سبب حياتي، ويا ساقي بذرات أحلامي،لولاك ماكتبت كل هذه الحروف.. أحبك، وأحب أحلامي وحتى ذلك الوطن رغم كل الأسى إلا أني أعشقه حد الموت..

14.3.2018 #Marwa_Hamood ً

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص