(إلى عتاب محمد طه المنيعي)

أرغب اليوم بكتابة رسالة حب وحنان.. لعتاب تلك الطفلة التي أستشهد والدها وهو يدافع عن حق البقاء حق الحلم والحرية يدافع ويرسم طريقاً لمستقبلٍ أفضل. . عتاب أسم على مسمى أقدر لك أن تعيشي حياتك كلها بالعتاب على من حرموك من حياتك آه يا طفلتي كم أنهكتك الحياة وأنت مازلت بعمر الطفولة.. عتاب الأمس وعتاب اليوم أنت عتاب الوطن الذي ظلموه واحرقوه ودمروا كل شيء فيه.. طفلتي الجميلة بالأمس رأيت والدك يلبس نور البدر ويتلؤ تراتيل السلام الوطني.. أخبرني أن أرسل لك الكثير والكثير من القبلات التي مامرت لحظة إلا وطبعها على جدران قلبك الرقيقة.. أخبرني أنه يزورك دايماً، أنه بجانبك طوال الوقت وهو يحرسك مع الملائكة التي على يمنك وشمالك،هو في أعماقك ينير روحك.. أخبرني بأنه سعيد جداً كونه شهيد الكرامة والوطن ولأنه والد الطفلة عتاب التي حملت هم اليتم وحرج الوطن على أكتافها الصغيرة.. قال لي:أخبريها بأن أبتسامتها التي نذرت أن لن ترسمها على ثغرها الجميل إلا حين أن يحاسب من قتلني جعلني أنتصب فخراً بأن هذه الطفلة خرجت من صلبي ولكنها أحزنتني وأبكتني شوقاً لها.. أهكذا تجعلينه يحرمك من والدك ومن ابتسامتك، تلك الإبتسامة التي كانت تذهب شقاء عمري.. يا ملاكي البريء أتقدمين أغلى ما تملكين وتنتزعينه من أذنيك الصغيرة مكافأة لمن يقم العدل ويقتص ممن قتلني.. أرجوك أخبريها بأن حزنها علي يؤلمني كثيراً قولي لها أن والدها يريدها أن تكون فراشة سعادة، وعصفور فرح.

أريد أن تفتخر بي، أن لا تبك، أن تبتسم لي كلما نظرت لسماء وتدعو لي وهي تضحك.. أرجوك أخبريها بأن والدها يحبها كثيراً وبأنه ماضحى بروحه لأجل هذا الوطن إلا لأجل مستقبل جميل لها.. هذا ما أخبرني به والدك عزيزتي.. واليوم بذكرى إستشهاد والدك، إنتقل سفاحه لعذاب الله بإذن الله. . لقد إقتص لك الرحمن وأقم العدل، ومن قتل والدك قد قتل بذات الطريقة أسعيدة أنت! عتاب لا أعلم ماذا أكتب لك ولكن.. والدك يحبك ولا يريد لك الحزن أبداً. الطريق الذي بدأ برسمه عليك أنت تكمليه.. لك الحب والود لك يا طفلة الوطن..

من مروى حمود المخلافي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص