( رسالة لأبي الشهيد)
السلام والحب عليك أبي.. كيف حالك؟! ترددت كثيراً بكتابة هذه الرسالة الأشبه برسالة سماوية.. ولا أعلم من أين أو كيف ابدأ! أبي اليوم هو ذكرى إستشهادك أتذكر! إنه اليوم الذي قتلت فيها فقط لأنك طالبت بالحرية ، والعدالة، والكرامة.. إنه اليوم الذي سرقتك مني رصاصة بلطجي لا ضمير له ولا ملامح أستهدف بها ذلك النور الذي يشع من بين ضلوعك.. إنه اليوم الذي ارتوى فيه الوطن بدمك الطاهر وماء حياتك.. إنه اليوم الذي أصبحت فيه يتيمة الأب. .أبنة وطن.. اليوم هو اليوم الذي مات فيه براءة ملامحي وعنفوان طفولتي.. شخكت كثيراً يا أبي أكثر مما تتخيل، للحد الذي يرديني شبحا لا لون له ولا روح. اليوم أنا أشتاقك يا شهيد الكرامة يا أبي. . في الأعوام الماضية كنت أشعر بغضب وحقد شديد انهك قلبي وروحي..حين كان قاتلك يسرح ويمرح بلا حساب وكأن يداه لم تتلطخان بالدماء وكأنه لم يقتلك.. اليوم هو أول ذكرى لإستشهادك وقاتلك قد اخذ عقاب الدّنيا بقى عقاب الآخرة بإذن الله. أتعلم يا أبي! أمي منذ الصباح وهي تحبس نفسها بمحرابها تبكيك ذكرى و وجعا لا حدود له.. تنفض الغبار عن الذكريات التي كانت ولا زالت للحظة مصدر قوة وحياة.. تعتكف على ذكراك وتصلي وتدعو لك.. تدعو أن يجمعها الرب بك في الفردوس الأعلى حيث النور فقط.. لم يعد بإستطاعت الكتابة أكتب فاصابعي الصعيرة التي تعودت على قبلاتك أصبحت ترتجف كثيراً، والعينان اللتان كنت تتأملهما أصبحت الدموع تغرقهم طوال الوقت.. الفاتحة عليك يا أبي يا شهيد طفولتي يا شهيد الكرامة يا وطني.. أحبك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص