بعد عناء يومٍ شاقٍ ، واثناء جلوسي على الأريكة ، سرت بسمة خفيفة لا ادري كيف تسللت خلسة ومعها سبحت مخيلتي في شريط احداث اسبوع انطوى على نحو سريع.
لم يك يخال إلي وانا ادلف ذلك المكتب المتواضع في دهاليز السفارة ، ان تتبلور تلك الفكرة التي اضحت هدفاً مجتمعياً مشروعاً ، بعد ان انتهيت من ضالتي لدى سفير بلادنا لدى مملكة ماليزيا - ذلكم الرجل التي تقف امامه الهامات لا لأمر شخصي ولكن لما يقدمه من اسهامات واتفاقات مع الجانب الماليزي تستحق ان تُرفع لها القبعات ، ساتوقف عن المديح فكلمات ثنائي تقف عاجزة عن اعطاء الرجل حقه - تصافحت معه ولمعت تلك الفكرة ، القيتها عليه في عجالة ، رحب بها ومنها بدأ مشروعنا .
عدت بعدها الى الحي الذي اقطن فيه جمعت وجهاء السكن من الاكاديميين والطلاب والجالية عرضت عليهم الفكرة ، ما ادهشني حقاً هو حجم التفاعل الجم الذي نتج عنه اجتماعنا الاول ، بدأنا باسناد المهام للجان المنبثقة ، والتي استمرت بالعمل الدؤوب لاخراج الفكرة من بوتقتها وتتويجها بفعالية وحدوية مجتمعية ، اجتمع فيها بركات الشهر الكريم ونفحاته وعبق الوحدة اليمنية واريجها .
قاربت السادسة مساءً والجميع في حالة تأهب واستنفار تام ، رسالة عابرة على جوالي " دقيقتين ونصل " ، اكاد اجزم انها شحذت همم الجميع لاستقبال الضيوف القادمين.
ارتص الجميع لتحية الضيوف الكرام ، وعجت القاعة بالحاضرين ، تخللتها لحظات دعاء وسكينة ترتقب وقت الافطار ، تزينت الموائد باشهى الاكلات الشعبية اليمنية التي تفننت نسوة السكن في اعدادها ، اكاد اجزم ان ليلتها كانت البيوت خلايا نحل مكتظة بالنشاط - انتهزها فرصة لابعث لهن الشكر وجزيل العرفان - انتقل الحاضرون بعدها الى مسجد السكن لاداء فريضة المغرب والعودة لبدء برنامج فعاليتنا المهيب ، هب الجميع وقوفاً لسماع وترديد النشيد الوطني ، حينها فقط انطوى المكان وانتقل الجميع عبر زملكانية اينشتاين الى ربوع الوطن ، بدأ القارئ الشاب اسامة نجيب بصوتٍ داوديٍ ترتيل آيات من كتاب الله تدعو الى الوحدة والاعتصام بحبل الله ، تفنن الرائع السامعي في تقديم الفقرات ، الحارث شجاع الدين يتقدم لالقاء كلمة اللجنة التنظيمية والجميع في نشوة الانتقال الاني ، بعدها برزت الجالية بكلمة دللت على عمق الاصالة للفرد والمجتمع اليمني ، حان معها استراحة العشاء ، كانت تحركات لجنة الخدمات والتغذية تنم عن ترتيب وتخطيط عالي المستوى ، تناول الجميع طعام العشاء وهم في لهفة وانتظار لكلمة الرجل الذي حين تسمعه تستشعر عظمة الانسان اليمني فلسانه البليغ وطريقته الجدابة تستهوي الجميع ، عبر فيها عن مآثر وحدتنا المباركة وقداستها وعن اليمن الاتحادي الذي نربوا اليه .
مع ابتهالنا الى الله في تلك الليلة ان يعيد الامن والامان الى بلدنا الحبيب تضرع الجميع ان يخمد الله الفتنة وان يستقيم الامر . وفي خطفة زمنية عُدنا من خلالها الى واقع الاغتراب تفاجأ الجميع بانقضاء يوم سيخلد في ذاكرة كل من شاركه وحضره .
لملمت نفسي بصعوبة ابحث عن سرير يطفي تعب اسبوع شاق ولكنها ابت إلا ان ارفع القبعة اولاً تعظيما للجان المشاركة ، ابتداءً بالامين سرحان والماهر والهتار والقديمي والامير ورفقته والحمدان وابن زبيبة ، كما هي للمجاهد والروحاني والصادق والحارث والريمي والانيق الويناني ولشباب السكن كالمحمدون والمعتصم والبحري والصباحيان والباسم وانتهاءً بالاجلاء ضيوف الشرف سعادة سفير بلادنا الدكتور عادل باحميد ، الاستاذ فؤاد هايل ، الاستاذ الدكتور محمد مطهر ، الدكتور عبدالله الحجاجي ، الدكتور علي الاشول ، الدكتور نايف الحدأ ، وجميع الحاضرين من الطلاب والكاديميين والدكاترة والمقيمين ؛ فهناك الكثير ممن لا يتسع المقام لذكرهم .
دامت حياتنا عامرة بالود والحب ، واعادنا الله الى وطننا وهو في امن وأمان .