كم كنت مسرفا يا عميد بعرس نجلك...!!!
وهو يحتفل بعرس ابنه البكر... كان في مقدوره أن يستدعي كبار المسؤولين بمحافظة تعز. وكبار قادة محور تعز وقادة ألوية تعز. وقيادات الأحزاب والشخصيات الاجتماعية الكبيرة بتعز والحجرية ومديرية المواسط. كان يستطيع دعوة حتى كبارة قادة دول التحالف بعدن. بل كان يستطيع أن يدعو حتى كبار الشخصيات الاجتماعية بمديرية المواسط. أو حتى بقرى عزلة بني حماد. لا شيء من ذلك حدث. بل تفاجئنا به أمس بعد الظهر ينادينا من خيمتينا بالحضور لمجلسه لمشاطرت ابنه زكريا عدنان فرحة زفافه. اها.... يا فندم... ما يصلحش. إلا يصلح ونصف... يتصل بضابطين من مساعديه يحظرا وبمرافقيه لمشاركته حفل العرس. اها ... وتمت حفلة ... لا قوارح لا بهارج لا طعام تكدس من الموائد كما يحدث في ولائم الكبار ويلقى في براميل القمامة. ما ذبحه وزع مباشرة لبيوت فقراء القرية. لم تطلق رصاصة واحدة... سألته.... لماذا حتى رصاصة واحدة لم تطلق ؟. وهو يبتسم لم يرد ... لأنه يعرف أنني اعرف الإجابة. نعم لم يستخدم اي نوع من الرصاص. لأنه يجسد القدوة للناس ويعلمها أن لا تستخدم الرصاص في المناسبات والأفراح كقيمة حضارية ومدنية وأخلاقية أولا. وثانيا لما ينتج عن استخدامها من مشاكل تطال سلامة الناس. وثالثا... ان الناس يجب أن تدخر هذه الرصاص لما هو أهم وهو إرسالها للجبهات لاستخدامها ضد العدو. وكثير دلالات يحملها عرس ابنه الذي كان أنموذجا للتواضع والأخلاق والمدنية واحترام مشاعر الآخرين.... بل إن البدلة الرسمية التي ارتداها العميد ركن عدنان الحمادي في عرس ابنه أثناء الزفة ليس إلا تعبيرا مكثفا عن تجسد الحيآة المدنية التي عليها الحجرية وتعز وننشدها ليمن المستقبل. لا أبالغ إذا ما قلت أن زكريا كان يستحق حفلة عادية كأي شاب مثله حين يتزوج يحتفل فكيف وهو ابن قائد عسكري كبير في الجيش الوطنى اليمني؟ ولكنه كان سعيدا بأنه لم يحتفل حفلة لا كبيرة ولا عادية. بل اقول كان في مقدور العميد الحمادي أن يحتفل بأبنه مثله مثل أي إنسان عادي. لكنه آثر احترام مشاعر أفراده المرابطين في متارس وخنادق الجبهات ... واحترام دماء الشهداء التي لم تجف بعد وأنات الجرحى والمصابين وأهات اليتامى والثكالى وارامل الشهداء.... فليس بالحمادي الذي لا يحترم مثل هذه الظروف والمواقف . لقد روح عروسة ابنه بموكب لا يزيد عن العريس وعروسته وبضع نساء وأطفال الاسرتين.... جاء عرسا صامتا خال من الضجيج والرياء... عرس افتقر إلى أن يقال كان عرس ابن العميد الحمادي باذخا ... افتقر إلى أن يقال كان عرسا سمعت به الجن والإنس في المنطقة والقرى المجاورة لها.. عرس عبر عن كثير أشياء يتحلى بها الرجل أدناها انه عبر تعبيرا مكثفا عن رمزية وطنية تجمع في تكوينها الفسيولوجي عن قائد اجتماعي وقائد سياسي علاوة على كونه قائد عسكري حقيقي. اعتدت أن أكتب عن السلوكيات الإيجابية للشخصيات الوطنية والأدبية بعد وفاتها الا عندما تقتضي الضرورة في أن تثني على ما يقتضي الأثناء عليه ليس تملقا ولا نفاقا وإنما لتعميم كل قيمة جميلة بين الناس من ناحية ومن ناحية لإجبار تلك القيمة الجميلة ك (عدنان الحمادي) أن تحفاظ وتبقى على تلك السجايا والصفات الجميلة حتى لا تتغير. ومثل الحمادي لا يتغير لأنه ابن هذه القرى المعلقة على أكتاف وصدور الجبال والمنتشرة على ضفاف الأودية وشطئانها. انه البتول والفلاح والرعوي ابن نشوة السواقي ورقص محاجين الحقول وهديل الغيول .... قبل أن يكون قايدا عسكرياً حوى كل الصفات المنشودة بالقائد العسكرى الفذ. *** توقيت شاعري. *** بينما كنت احتفي مع الأصدقاء الذين شاركوا الشاب الرائع زكريا الحمادي حفل زفافه المتواضع وددت لو كان يوجد عود لعزفت عليه هذه الشاعرية التي لم تستوي بعد .... وهي: *** شد الوتر واعزف أحاسيس الحروف. بتهاني العيد موصولة بألحان الزفوف. للأحبة في بني حماد مصفوفين صفوف. طوفهم في العرس وقبلهم قبلات بالألوف. وبعطر البن والكاذي عطرهم وطوف. عرسكم أسعدني يا أهل الأنوف. لا قوارح لا بهارج وعن الكبرة عزوف. فرحكم في القلب يغرف لي الأماني غروف. عرسكم في الروح أجمل من شعاع السيوف.. *** إلى زكريا عدنان الحمادي ... ألف مليون مبروك... بارك الله لك وبارك عليك وجمعك بعروسك على خير وأدام الله السرور بينكما. *** إلى العميد ركن عدنان الحمادي... كم كنت مسرفا في عرس نجلك زكريا... كعادتك مسرفا بأخلاقك الحضارية المتجسدة فيك كقيم مدنية تسير متجاورة مع أخلاقك العسكرية مكونة معا تلك الشخصية الوطنية الجديرة بكل الإحترام والإجلال.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص