ماذا يخطط الحوثي بالحديدة بعد نجاح معركة المطار. .؟
عصابة الحوثي بعد نجاح معركة تحرير المطار وفشل خطتها العسكرية باستدراج القوات المشتركة لتخوم المطار ومن ثم مهاجمتها عبر قواتها المرابطة بالدريهمي من الخلف، ومن الامام قواتها المدافعة ، وذاك يفسر اخذ المعركة وقتا اطول ، وبعد فشل خطة المليشيا وتقهقر قواتها نظرا لافتقارها للسلاح الحديث والخبرة الكافية ،اضطرت الي سلاح ناعم لمجابهة تداعيات ذلك الفشل الذريع ، حيث انفقت عشرات الملايين من الريالات لحشد ابناء المناطق الريفية في تهامة للمدينة لعمل استعراض بما تسميه مسيرة النصر للحديدة يومنا هدا الجمعة ، لايصال رسالة للمجتمع الدولي ان مدينة الحديدة لا تزال تكتظ بالمدنيين الموالين لها وانهم في خطر ، لمساعدة داعميها الاقليميين بالضغط اكثر لوقف تقدم القوات المشتركة ، واللافت تفرغ مشرفيها بالمديريات لهذه المهمة ونزولهم الميداني وتهديدهم الوجهاء وعقال الاحياء واصحاب السيارات ، بضرورة الحشد وصرفو لكل منهم جزء من تكاليف الحشد والتعهد بتسليمهم بقية التكاليف عند الحضور مع اخذ تعهد خطي منهم بالحضور والحشد مالم ف مصيرهم الحبس او القتل ، بحسب افادة كثير منهم وتاكيدهم ان مشرفي الحوثي رفضو تسليمهم بقية المخصصات بعد انتهاء المسيرة وتسببو بحرج لهم مع سائقي وسائل النقل. قادة المليشيا بصنعا ابدو ايضا انزعاجهم من مغادرة عشرات الالاف من نازحي مدينة الحديدة الي صنعاء ، وصبو جام غضبهم نحو مشرفي المليشيا بالمحافظة بسبب سماحهم بذلك ، لانه يخالف الخطة الحربية بالتخندق وسط الاحياء السكنية واستخدام المدنيين كدروع بشرية لوقف تقدم القوات المشتركة وتحميلها مسئولية سقوطهم ، فاضطرو لتوجيه ابواقهم بالحديدة عقب تصاعد موجة النزوح، بطمانة ومطالبة سكان المدينة بالتزام بيوتهم وعدم النزوح ، لكي يكونو وقودا لجريمة الحرب التي تخطط لها قيادة المليشيا ، كما اعتقلت عدد من الناشطين الاعلاميين بالمدينة بسبب تغطيتهم موجة النزوح ، وباسلوب رخيص وجهت مشرفبها بصنعا بعرقلة استقبال نازحي الحديدة ومعاقبتهم باخذ اتاوات من الفنادق والموجرين ومطالبتهم برفع اجور الاقامة وعدم استقبالهم ، كما هدت ممثلي بعض المنظمات بوقف اي عون لنازحي الحدبدة ، عقابا علي نزوحهم من مدينة الحديدة ، دون مراعاة لحالتهم الانسانية وتوجسهم الذي بلغ مداه بعد شعورهم بالخطر نتيجة تمترس افراد المليشيا في سطوح مساكنهم وعمل متارس وخنادق بالشوارع ادت لقطع المياه عنهم استعدادا لخوض حرب شوارع والتضحية بهم ، اما كدروع بشرية او استهدافهم مباشرة من دبابتها ومدافعها بشارع التسعين والخمسين( وماحدث من سقوط قذايف علي حي السلخانة وغيرها من الاحياء وتسبب بمقتل مدنيين ليس ببعيد ) متوهمة انها بهذا الغباء تستطيع تقنع العالم الذي يراقب جرمها عبر الاقمار الصناعية ان القوات المشتركة استهدفت المدنيين لاثارة المجتمع الدولي بالتنسيق مع اطراف اقليمية داعمة لها للحيلولة دون تحرير الحديدة. المسيرة التي نظمتها مليشيا الحوثي تهدف من خلالها الي تحقيق شيئين علي المستوي الخارجي الاول/ التظاهر الكاذب ان ابناء تهامة الذين يعانون المرارت كلها بسبب صلفها وجورها بحقهم مستعدين للقتال معها ، والثاني ان المدينة لاتزال مكتظة بالمدنيين بهدف ابتزاز المجمتمع الدولي لممارسة الضغط علي قيادتي الحكومة والتحالف العربي بوقف اي تقدم حفاظا علي ارواح المدنيين . اما علي المستوي الداخلي ، فالمسيرة تهدف لخدمة للمليشيا ذاتها لرفع معنويات افرادها المنهارة بعد الخساير الفادحة بجبهات الساحل والتقدم الملحوظ والنوعي للقوات المشتركة بعد تحرير المطار وتاهبها لعملية خاطفة تباغت فيها قواتها المتمركزة في تخوم الميناء . نجحت المليشيا في عمل هدنة علما يبدو بوقف التقدم لما بعد المطار ، وهذه المسيرة لتعزيز ذلك ، وربما تراوغ المليشيا اكثر لكي تستعيد انفاسها وتخفف من خسائرها المهولة ، وتعاود تموضعها استعدادا لمعركة حرب الشوارع التي تخطط لها في مواجهة القوات المشتركة دون دراية ان تلك الخطط اضحت مكشوفة وان هناك فرق مدربة لمواجهة هذا النوع من الحروب ، وحتما ستخسر المليشيا المعركة وماحدث بقرية المنظر والاحياء المجاورة للمطار موشر علي ذلك ، لا يستبعد ان تقوم المليشيا بالانتقام ممن تبقي من ساكني المدينة بسبب عجزها عن ترويضهم لفكرها الدخيل ، ومايدلل علي ذلك طبيعة الحرب النفسية والاشاعات المثيرة التي تروج لها لاثارة ساكني المدينة بالدفاع عن الارض والعرض مما تسمية الغزاة والغاصبين لاجبارهم علي التماهي مع مشروع القتل الذي تمارسه بحق اليمنيين ، حيث جيشت باليومين الماضيين كتايب دعائية تجوب شوارع المدينة تطالب الساكنين بضرورة الزج باطفالهم بالمعركة دفاعا عن عرضهم الذي سيتم اغتصابه في حال تمكنت القوات المشتركة من دخول المدينة وتتوعد من يرفض ذلك بالاعتقال او القتل ، وتحرض ضده انه ديوث ويقبل علي عرضه الاغتصاب وغيرها من اقبح الصفات التي لا تمت لقواميس الحرب النفسية بصلة ، وتنم عن افلاس وسقوط وانهيار معنوي غير مسبوق تعيشه المليشيا ومقدمة لانهيار وشيك لها داخل المدينة . مايثير التوجس حقا ، ان الاسر الفقيرة التي حالت ظروفها المعيشية والمادية دون القدرة علي النزوح ، هي من ستدفع الثمن من هكذا جريمة حرب تخطط لها المليشيا ، ومطلوب من قيادة الحكومة الشرعية باعتبارها مسئولة عن مواطنيها بالتنسيق مع دول التحالف بضرورة مخاطبة المجتمع الدولي باجلاء هذه الاسر الفقيرة وابداء استعدادها وقدرتها علي ايوائهم وتوفير كافة متطلبات اقامتهم ، ومطالبته بادراج جماعة الحوثي كجماعة ارهابية لا تقل خطر وتوحش عن جماعة داعش ، وتتهم المليشيا بالحديدة باستنساخ سلوك داعش في حلب والموصل ، مع توعد قادتها وافراد المليشيا ان جريمتهم لم ولن تمر دون عقاب واتخاذ اجراءت قانونية كفيلة بمحاكمتهم كمجرمي حرب وتكشيل فريق رصد ومراقبة كل جرائمهم بحق المدنيين . * استاذ الاعلام بجامعتي الحديدة وتعز .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص