ثروة العرب الحقيقية
2018/07/09 - الساعة 11:38 مساءاً
إن الثروة الحقيقية في أي مجتمع من المجتمعات تكمن بالدرجة الأولى في ثروته البشرية الكمية والنوعية، الواعية منها والهادفة، والمؤهلة، والمتخصِّصة، والمخلصة لعملها، والمنظمة كجسد واحد، ومتى توافرت هذه الصفات في الثروة البشريّة سهل عليها تحويل التراب إلى ذهب، فكلنا يرى كيف استطاع الشعب الياباني التي تمثل الجبال 80 % من مساحة بلده في سيادة اقتصاديّات العالم.
يشير ابن خلدون في مقدمته إلى أن ثروة شعب ما هي إلا بسكانه المحبين للعمل ، المجيدين له ، المبدعين فيه ، وما أجمل ذلك المثل الصيني الذي يقول : "لا تطعم الفقير سمكة ، بل علمه صيد السمك".
وحتى تتضح لك الصورة عزيزي القارئ المهتم فإليكَ تعريف العربي لدى الغرب .
العربي وفقا لمعاجمهم هو: المتسكِّع، المجرم، العاطل عن العمل، القاتل، الكسول، وما يشبه هذه الكلمات من مرادفات شَتّى وصفات متنوعة.
ولنتصارح أن وضع الثروة البشرية والكفاءات العربية هو وضع يدفع إلى التشاؤم من تحقيق أي نوع من النمو الاقتصادي ، أو حتى تغيير بسيط في نوعية وتركيبة العقل البشري العربي ، لذلك نلاحظ انتشارَ البطالة وهجرة الكفاءات العربية وضعفَ الحافز المادي، وكل ذلك يقابله ارتفاع في مستويات المعيشة .
بلداننا الغربية زاخرة بثروة بشرية هائلة لكنها غيرة مؤهلة التأهيل الكامل لتحقيق النهضة المنشودة ، وإن وجد المؤهل فهو في عزلة فرضتها طبيعة الانظمة القائمة والمسيرة ، وحتى يكون لنا وزناً بين الامم فالأولى أن نُعطِي الأولوية الكبرى إلى تربية الأجيال الجديدة كموارد بشرية متدفقة في عصر تسونامي العلوم والمعارف والمعلوماتيّة والتقنيات الذكية .
نظرة بتأني إلى واقعنا توصلنا إلى أمر لا مفر منه، وواقع سيئ مفروض علينا يدعونا بإلحاح للاهتمام برأس المال البشري فهو مصدر كل قوة، وتأهيله وتدريبه على استخدام التكنولوجيا المتطورة وإرشاده بعد تربيته على استخدام عقله المنفتح بالشكل السليم .
أجيالنا تحتاج إلى عناية فائقة، وتربية ذكية، وخلق الثقة بالنَّفس، والإيمان، والقدرة على الإبداع والاختراع، واسلافنا الحكماء قالوا : "لا تقصروا أولادكم على طبائعكم، فإنَّهم خُلقوا لزمان غير زمانكم".
نحتاج بشدة إلى حسن التعامل مع عصر العولمة التقنية من مختبرات، وحواسيب، ومواقع إنترنت، ومكتبات الكترونية زاخرة بالكتب والمجلات والمترجمات، والمراجع الكثيرة، وإتقان لغة العصر، وإتاحة الفرصة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
دمتم سالمين ..
إضافة تعليق