عن الدولة العلمانية..!

 

نريد دولة علمانية وليس شعب علماني.
الدولة العلمانية... هي دولة مدنية بكل مقاييس دول العالم المتقدم.
دول تجاوزت ازماتها وحروبها... وانطلقت تضارب الحياة وتنافس على رزقها وقوتها وضمان عيشها معتمدة على ذاتها مؤمنة بفتح واو الهمزة وتشديدها... مؤمنة على كرامتها وليست عالة على شعوب الارض.
نعم نحن شعب مسلم لكن ليس له دولة... نحن مجتمع مسلم يريد دولة مدنية.
شعب مسلم يريد دولة علمانية.... أين الخطأ في ذلك؟
ولما الخوف على الدين من الدولة العلمانية..؟
اليست فرنسا دولة علمانية؟
اليست من كبار حراس الديانية المسيحية، وتمارس دعوات تبشيرية؟
اليست أميركا. .. دولة علمانية...؟
هل حالت العلمانية دون وصول رؤساء متدينين للحكم بوش الابن انموذجا، وكونداليزا رايس من منصب وزيرة الخارجية الاميركية، رغم انها ابنة قسيس وهي قسيسة مسيحية؟ 
اليست ايطاليا دولة علمانية.. ؟
أليست تركيا دولة علمانية؟
كيف نشجع اردوغان ونهتف له ولا نشجع ونهتف لنظام الدولة بتركيا..؟
إذن يجب أن نتخلص من ازدواجية الوعي، نهتف ﻷردوغان، ونتناسي الدستور الذي اعطى اردوغان الحق في أن يحكم دولة علمانية..؟
عندما نشجع ونعجب لتجربة الاسلاميين بتركيا يجب بالوقت ذاته ان نشجع ونعجب لتجربة منهج الحكم بتركيا وهو المنهج العلماني.
ارتاح الأتراك للاسلاميين واطمئنوا لحكمهم عندما ضمنوا أنهم لن يمسوا المادة الدستورية الخاصة بعلمنة الدولة.
وعندما اقدم اردوغان على التعديل الدستوري لنظام الحكم من برلماني لرئاسي لم يمس المادة الخاصة بعلمانية الدولة من قريب أو بعيد.
ولا يتعشم او يظن أحدا أن اردوغان سيذهب يوما ما لإلغاء العلمانية "عشم ابليس في الجنة".. لماذا..؟
لانه بعد خمس سنوات سيحتفل الأتراك بمرور قرن على قيام الدولة التركية الحديثة ذات الطابع العلماني.
وﻷن الاسلاميين بتركيا بحكم قربهم من أوروبا، وبحكم تعدد القوميات بتركيا يعرفون خطورة الغاء العلمانية على الاستقرار الاجتماعي والنهضة الاقتصادية بتركيا.
مادام العلمانية مكنتهم من الحكم فليس مهما الغاؤها ﻷن الغائها قد يعيد التجربة الاسلامية الى مرحلة ما قبل تأسسها بتركيا هذا إن لم يؤدي إلى العصف بها كلية.
ضمان استمرار الاسلاميين في الحكم بتركيا وتداولهم للحكم مع أحزاب أخرى هو في ضمان حماية العلمانية أولا وقبل كل شيء... فلا يعشمن اي حد نفسه أن العلمانية ستموت على يد اردوغان.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص