هل رسمت مظاهر استعادة الدولة الوجه المشرق لتعز؟  

كان العيد استثنائيا لدى أبناء مدينة تعز والذين أحيوه بفعاليات فنية وثقافية مختلفة في قلعة القاهرة التاريخية والتي أمست - بعد تسليمها - متنفسا للأسر التعزية يمنحها البهجة والسعادة في زمن الحرب، ويرسم لها ملامح الوجه المشرق لتعز، وهو الوجه الوضاء الذي يزداد جمالا بفعل مظاهر الدولة المستعادة، والتي عملت على تطبيع الحياة في مدينة تعيش الحرب للعام الرابع على التوالي. مظاهر عودة الدولة في تعز أعادت الأمل من جديد إلى قلوب الناس الذين عانوا من الحرب وويلاتها ، فبدأوا بالتفاؤل بالمستقبل الذي تستعاد فيه الدولة وتتحرر فيه بقية المحافظة من الانقلابيين، وهذا هو الهم الذي يشغل 5 مليون مواطن تعزي ينشدون الدولة في مواجهة المليشيات، والنظام الجمهوري في مواجهة الامامة، والنظام والقانون في مواجهة الفوضى، ولا يزالون يقدمون التضحيات لاستعادة الدولة المصادرة منذ العام 2014م. فبعيدا عن تعاريف رجال السياسة والقانون للدولة فإن المواطن العادي يشعر أن الدولة لا تُعرَّف لكنها تعاش، ولذا فهو يجدها في الأمن والاستقرار والمستوى المعيشي، كما يجدها في مكاتب ومؤسسات الدولة التي تقدم له الخدمات العامة من صحة وتعليم وكهرباء وغيره، وهذا ما يتم في تعز حاليا بجهود حثيثة من السلطة المحلية وعلى رأسها محافظ المحافظة. الانتصار لمشروع استعادة الدولة هو ما تحتاجه تعز حاليا، وهو معيار النجاح الذي يقاس عليه مدى نجاح هذا الطرف أو ذاك. فأبناء تعز واليمن كافة يقفون في مواجهة انقلاب عصابة اجرامية لم تنقلب على السلطة وحسب، بل انقلبت على الدولة ومؤسساتها، وشنت الحرب على أبناء الشعب ومزقت نسيجه الاجتماعي، لتصنع بذلك أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وهو ما يستدعي من جميع القوى السياسية الوقوف في تكتل سياسي جامع في مواجهة الانقلاب يستعيد الدولة ومؤسساتها، ويحرر الأرض والإنسان ويعالج آثار الحرب. وبلاشك فإن تحقيق ذلك يبدأ من الانتصار للإنسان الذي يصنع ويخلق فكرة المشروع ويحققها على أرض الواقع، ولذا فقد كان الإنسان في أولوية اهتمامات قيادة السلطة المحلية في تعز والتي بدأت بتحقيق أولوياته المتمثلة بانتظام صرف الرواتب التي تضمن له حياة كريمة بعد توقفها لأكثر من سنتين. كما أن الجانب الأمني يمثل أولوية في مشروع استعادة الدولة باعتباره قاعدة صلبة تقوم عليها حركة ونشاطات الناس، وبالتالي وعلى الرغم من انهيار المؤسسة الأمنية بشكل كامل في تعز إلا أن نجاحات تم تحقيقها في سبيل استعادة الجهاز الأمني حيث يتم اعادة تشكيله وبناء أجهزته المختلفة، كما تم توفير 100 طقم بكافة تجهيزاته للجهاز الأمني والذي سيتولى حماية أمن تعز، وهو الأمر الذي سيساعد في إعادة الأجهزة القضائية من نيابات ومحاكم لمزاولة عملها بشكل كامل وبما يفرض النظام والقانون الذي ينظم علاقة المواطنين بالدولة وعلاقتهم ببعض. لكن الحدث الأهم الذي عاشته تعز يتمثل في تسليم فصائل الجيش للمواقع والمكاتب التي كانت تسيطر عليها داخل المدينة إلى الوحدات الأمنية، في اطار انتقال وحدات الجيش إلى جبهات القتال لاستكمال معركة التحرير، وتسلم الوحدات الأمنية مهام الأمن داخل المدينة، كما أن هذه المكاتب والمواقع ستعود لممارسة نشاطها الطبيعي في تقديم الخدمات العامة للمواطنين. والأجمل هذه الخطوات والانجازات تتم متزامنة مع مشاريع ترميم المكاتب واصلاح المجاري والطرقات في عدد من مناطق المدينة، ما يؤكد أن مشروع الدولة حاضر في تعز ويتطلب من الجميع الالتفاف حوله وتأييده باعتباره المشروع المعبر عن كل من يقف مع الدولة في مواجهة الانقلاب. الالتفاف حول هذا المشروع وترك الانتماءات والعصبويات الضيقة بات ضرورة حتمية على كل مكونات تعز، وعلى الافراد والجماعات أيضا، لأنه بدون الدولة لن يكون هناك كرامة لفرد، ولا حرية لحزب أو جماعة، ولا وجود لوطن، وفي غياب الدولة كيف للفرد أن يحقق مصلحته وللحزب أن يمارس نشاطاته ليسعى البعض إلى معاندة هذا المشروع!! ثم كيف لمن يقف ضد هذا المشروع أن يدعي وقوفه ضد ميليشيا الانقلاب !!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص