التعايش الديني أولاً

التعايش الديني أولاً، وعليه تبنى المجتمعات وتحل مشكلات الفقر والجهل والفساد والظلم فيها.

تجارب الغرب أثبتت هذا.. حيث يعيش أهل الديانات والمعتقدات حتى الذين لايؤمنون، يمارسون حرياتهم وطقوسهم الدينية باحترام الآخر وتقبله.

نحن كعرب ومسلمين لم نصل إلى هذا الوعي، لذا نراه دخيلاً علينا، لأننا ننظر إليه من منظور ضيق وهو التعصب ومنظور فساد حكوماتنا التي ضيقت على الشعوب ومارست عليها أعتى أنواع الظلم والاضطهاد والتجويع والتفقير حتى تظل الشعوب خانعة ضعيفة لا ترفع إصبعاً ضد من يمارسون فسادهم عليها.

 

ألا ترون أن ابن الوزير يعين وكيلا، وابن السفير الفاسد الذي يدعي الوطنية أصبح قنصلا أو مستشارا، وابن الوكيل مديرا؟!!

 

ألا ترون أن المقربين من الرئيس والمنافقين والنخاسين هم الذين يتصدرون المشهد في بلادنا و يجزئون الأرض لبيعها وإضعاف قوتها؟!!

 

ألا ترون أن العصابات والجهلة هم الذين يتحكمون بأقوات الناس وأقدارهم؟!!

 

كل هؤلاء هم الذين يستثمرون الخوف من كلمة التعايش السلمي والديني ويجعلونه مقصلة أمام العارفين.

 

منذ عام كتبت منشوراً وأكدت أن المشاريع القمعية لا يكتب لها الاستمرار مهما طال بقاؤها، سينشأ عنها صراع بين الحق والباطل وليس صراعا عقائدا، وسيكون الانتصار للحق.

 

ويبدو أنني كنت متفائلة جدا، نسيت أن الحق لا ينتصر إلا أحايين قليلة ونادرة ليس كما يحدث في نهاية الأفلام وخصوصا الأفلام الهندية رغم انني لست من متابعيها، ينتصر البطل على الشرير.. هي كذبة أو أمنية تترجم في نهاية الأفلام والمسلسلات حتى الأجنبية منها تربط الإنسان بالوهم ليبقى بعيدا عن واقعه المرير حتی لا ينتفض ضده.

 

الانتصار للشر كل الأحيان منذ قرون لم يتغير شيء، بل تطورت وتعددت وسائله.. إنه القمع.

 

الصراع بين الحق والباطل والخير والشر ما زال قائما حتى أصبح سمة من سمات استمرار الحياة بين البشر وكأن بقاء الأرض مرهونا بهذه الاستمرارية.

 

أما المشاريع القمعية فقد ارتدت زيا آخر زيا حريريا ناعما باسم حقوق الإنسان والديمقراطيات المزيفة وحرية الإعلام وتعدد الأحزاب وحرية التعبير.

 

وكلها أقنعة ترتديها وجوه لانستطيع رؤيتها.. لست متشائمة ولكنه الواقع أراه اليوم هكذا.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص