صرخة تحذير من تفخيخ المستقبل !!
يتملكني خوف وقلق لما بعد الحرب !!
أخاف أن تنتهي الحرب ولا تنتهي الأحقاد.
أخاف ان نبدأ مرحلة أخرى في تصفية الحسابات والانتقامات اللا انسانية.
أخاف ان نفتقد انسانيتنا ليظهر لنا انسان آخر مشبع بالثارات العرقية والصراعات الطبقية.
أخاف أن تترسب ألغام الجهل والعنف وتترسخ ثقافة التعصب التي زرعت في أعماق الوطن ويصعب أن نجتثها ..
أخاف أن تثبت كل تلك المسميات في أفكار جيل الحرب ، مسميات يتم تداولها على مستوى المراهقين والأطفال الذين كبروا بسبب الحرب؛ فمنحتهم عمراً وفكراً وقهراً ولغة لاتناسبهم أو تشبههم.
كيف يمكن أن تكون حياتنا وأيامنا القادمة ونحن نحمل كل هذا الثقل من البغض والأحقاد ؟!
أيمكن أن تبقى كتَركةِِ ثقيلة يتوارثها جيل بعد جيل!!
لا يمكن أن نبني وطناً وننهض بدولة وبداخلنا كل هذا المخزون من الحقد الطبقي ..
وكيف ننادي بدولة عدل ونرفع شعارات المساواة الاجتماعية ونناقض الشيء ؟!
إن حَكَم كُلٌ على هواه سنعيش حينها في غابة، نعيد سيناريو مابدأه ظالمو البشرية - صناع الأزمات والثارات الشخصية - سنحقق مغزى من يتربص بنا وبالقادم.
ابعد فكرة الطائفية وحمى المذهبية من دماغك ، والولاء لأفراد أسرية وجماعات متطرفة وأحزاب ذات قالب جامد فمن علامات الصحة تغيير الأفكار ..
وهلُمّ بنا نفكر كيف يمكن أن نعيش ونتعايش مع من تبقى لنا في هذا الوطن المدمر فكرياً.
أمامنا أنا وأنت وأنتم وأنتن مشوار طويل نرمم فيه بقايا ما تدمر من هذا الجيل.
لاتتسرعوا في الانتقام والتشفي مهما كان حجم الوجع ..
نحن لا ننسى أوجاعنا ، شهداءنا ، ضحايانا ، ولكن نتذكر الله أولاً هو حسبنا والمنتقم.
تُذكِرنا انسانيتنا ؛ أننا نمتلك فيضاً متدفقاً من الحب والتسامح كي لا نفقد جزءا أو نتجرد من انسانيتنا كبشر.
فقط ابتسموا وانتظروا الأيام القادمة لتروا الإبداع في تصفية الحسابات الربانية بين العباد.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"