هل غابت الموسيقى حتى تعود وتشرق اساسا ؟!
وهل هذا الزمان المناسب للحديث عن الموسيقى وحال البلاد يصعب "على الكافر" ؟
ثم لماذا لا تتم هذه الفعالية في حضرموت.. لماذا لا تحتضنها المكلا او سيئون مثلا ؟
ومن هذا الفريق الذي يتحدث باسم الموسيقى الحضرمية بعراقتها وروادها وتأريخها ؟
ولماذا (سين) من الناس لم توجه له دعوة للحضور، وهو الأحق من غيره، ولماذا اختير (فلان) للمشاركة ضمن الفريق دون غيره ؟

وغيرها العديد من الاستفهامات التي تنطلق مع صافرة العد التنازلي للفعالية الكبيرة #الموسيقى_الحضرمية في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الثالث عشر من ابريل الجاري.

اولا اشعر بالإعتزاز كوني جزء من فريق هذه الفعالية الكبيرة، ولمن لم يسمع عنها فهي حفل موسيقي كبير يضم ست مقطوعات مستوحاه من الفن الحضرمي الأصيل، قام بإعادة تأليفها وتوزيعها في قالب اروكسترالي عالمي الرائع محمد القحوم وسيقوم بعزفها(90 تسعون عازف) اروكسترالي وتراثي من اليمن وماليزيا واليابان وعدد من الجنسيات الآسيوية، وهو الامر الأساسي الذي حال دون اقامتها في داخل حضرموت نظرا للمصاعب الفنية واللوجستية لاستقبال فريق دولي محترف اضافة الى المحاذير الأمنية من جهتهم وغيرها.

هل الزمان مناسب لإقامتها والكهرباء طافية في البلاد.. ومافيه غاز ؟  
تساؤل غير منطقي ولا يحمل ذرة انصاف.. ولا ينسجم مع تطلعات الشباب الذي خلق هذا الأمل من عمق الألم الذي تمر به البلاد، 
الطبيعي أن نهلل لإنجازهم.. ولا نحملهم مسؤليات الدولة !!
الطبيعي أن نفخر بهم حين خلقوا لنا نافذه للبهجة والأمل، انهم كسروا قيد الصعوبات.
قمّة الإبهار.. أن تبدع في احلك الظروف، أن تحلق في افق مظلم ولا تستسلم لقضبان اليأس.

الفنان الحقيقي يستهويه الفن ويؤثره على نفسه.. ولو كان ابوبكر حيا ومعه محمد جمعة خان وبدوي الزبير وغيرهم من روّاد الأغنية الحضرمية لصفّقوا لهذا المشروع وذرفت عيونهم غبطة بهذا الحدث وهذا الجيل، فمن يزايد على هذه الفعالية الموسيقية فانني لا اجد غير تفسير وحيد لذلك.. لذا فسأهمس في أذنه "الله يسامحك.. ويهديك"، مع يقين كامل بأن الحدث والقائمين عليه ليسوا بمعصومين ولكنهم مجتهدون جدا.. فإن اصابوا فلهم الحسنتين وان كان غير ذلك فلهم حسنة الاجتهاد.

 هذا المشروع هو حلم شاب عصامي.. وحلم جيل كامل معه وجد نفسه مكبّلا في واقع انهكته السياسة وحسابات ضيقة صدّرتها اليه اجيال سابقة.. حكمت ماضيه وتستأثر بحاضره.. وتحالول مصادره مستقبله أيضا. 

"أمل من عمق الألم" هو شعار هذا الاحتفال الكبير الذي ترعاه وزارة السياحة والثقافة والفنون الماليزية والسفارة اليمنية في ماليزيا
وأحسب أن توقيته الزماني يرسل رسالة سلام ومحبة وتعايش كبيرة، وتنظوي خلف مقطوعاته تطلعات جيل كامل يستحق الإحترام والتقدير والرعاية، ففي الوقت الذي يحمل فيه السلاح وتطلق الصرخات والشعارات التي تفرّق ولا تجمع.. يطلق شباب حضرموت بقيادة القحوم مقطوعات الموسيقى والفن والمحبة، فهل من رسالة أبلغ من ذلك.. وفي هذا التوقيت ؟!