اولاً كي نرسم الحدود بين الخصومة والنقد ،انا لست خصماً للإنتقالي،ولكنني في الوقت عينه، لست عضواً في فريق الإنشاد وجوقة التأييد، الضار غير المفيد،للإنتقالي والقضية التي يحملها ويخوض معركة الدفاع عنها ،بكثير من التضحيات المكلفة.
وعليه فإن قرار الإدارة الذاتية ،كان قراراً ،خاطئاً شكلاً وموضوعاً، لجهتي إعتباره خطوة إرتدادية الى الخلف، دون مستوى الطموح ،ولكونه ثانياً أُتخذ بسطحية ومن دون دراسة معمقة، لردود افعال الاطراف الأخرى ،وانعكاساته على مجمل قضية الجنوب العادلة.
كان على الانتقالي وهو يعد لمشروع القرار ،ان يحيط بملابساته من جميع الأوجه ،وان يدرك يقيناً انه ليس اللاعب الأوحد ،على جغرافية الصراع ،وان المضي بذهنية، تتلبسها البطولة غير المبررة، في مثل هذا الظرف المعقد ،سيدمر القضية، ويهد السقف على الجميع.
الانتقالي ارتجل ولَم يدرس الخطوة ،اتخذ القرار دون حتى التشاور الداخلي ،مع مكونات الصف الجنوبي ،ووضع الكل امام امر واقع ،وتداعيات خطرة سيدفع ثمنها سلماً وحرباً الناس والمدينة المسالمة.
الخيارات المتاحة الآن، حتى لا تتضاعف المعاناة، انت لا تحتاج الى عصبية سياسية ،بل الى وعي رحب ،يتسع للمراجعة والنقد والإنسحاب باقل الأضرار الممكنة.
قطعا. التحالف سيقدم ثمناً للتراجع ، وبعض المكاسب المحدودة للإنتقالي ، ما يجعله خارج الضغط الشعبي من مناصريه، ويتيح له تسويق خطاباً حماسياً لحاضنته ،على أساس ان قرار الإدارة الذاتية كان تكتيكاً مقصوداً ،بهدف تحريك الجمود السياسي ،ورمي حجراً في بركة العلاقات الجامدة ، للدفع بإتفاق الرياض صوب التفعيل ،لصالح سلطة عدن.
هذه الترضية معقولة لجعل القرار وكأنه لم يكن ،مالم تحدث مرونة كافية عقلانية من الانتقالي ،فإن البديل سيكون مفتوحاً على مزيد من التعقيد ،والإنفتاح على بدائل عنفية ،لا تحتملها عدن ومناطق الجنوب.
نحن لا نكره الانتقالي او نستعديه ،ولكننا سنظل ندعوا الى مأسسة القرار،والحد من عشوائية العواطف والإرتجال.