دعى في مقلتي الظلام ينفض أشباح الليل الكئيب؛ وتعالى نستنشق من شواطئ النهار أحلامنا معا.
تعالي نامي يا عدينتي المسكينة في حضن من يقوى على استبدال تعازي الدموع باحتفالات أفراحها.
غدا سوف يستيقظ وعيك وفي عينيك ستتلملم هذي المدن وسنجتاز معا أبواب الروءي صوب منتهى أحلامنا.
وإن قدر لك أن تمشي وحدك فاحذري الاصطدام بالأرواح المتصدعة؛ وتذكري العصر الملعون في دموعي كي لا تري قطيعا يطاردك في أدغال الأيام المنسية من حقب التاريخ المنسي.
خذي مني حصانتك حتى لا تري خطواتك تطوي ربيعك في اللاجدوى.
قفى على ظلال ذكريات النزق حيث كنا نبات الليالي مثابرين على انعتاق حياتنا معا من قبضة الشر ودنيا الألم.
أما ان قدر لنا السير سويا فسنشهد معا إعادة تشييد ظلال الصبا من جديد.
ليتني كنت أستطيع رؤية ما خلف هذا المدى كنت لن أتمن رؤيتك وانت تحصدين ترابا وهمهمة ذنوب براءتك العفوية؛ وصوت ذئاب الزمان الجديد القادم بلا عنوان ولا نوعية؛ وسأتمنى أن تقبضي على ظل السنا؛ وألا تظلي خلف السراب راكضة حتى لا تشاطري الناس الافتئات على غاية كاذبة باسم الفضيلة.
لهذا تعالى يا طفلت المدائن وهذي مني بعضا من سفري في عيد الحب لهذا الموسم.
نعم كوني كلما دجتك الخطوب نامي بقلب الدجى حيث كنا ننام معا؛ وفتشي في صفحات كتبنا على هوامشها شروحا تبين مسار النجاة من عذاب الخطوب في سبيل السلام.
هنالك انطلقي باسطة أجنحة الرؤى واعبري كالسحاب ؛ وأمطري على الأرض درري البيضاء التي لم يخفق عليها أي اكتئاب.
إن استلهمت رؤايا التي اختصصتك بها حتما لن تنهزمي في معارك الأيام لن تخدعي إذا ما عرفت كيف تعشقين صيانتها وسط روحك وبؤر لبك.
فالرؤي تموت والنور يمحى والضباب يستوطن النفس إن لم نحافظ على ما ورثنا من وصايا النهى خلاصة ذروة هيام القلوب.
تعالي... هلمي يا طفلتي واعصري شهدا راكمته من ضوء شموس الأنام ومن قبس رحلتي مع الضوء ...
اعصريه لك سراجا منيرا كي لا تصرخي لحظة واخيبتاه... وتتسائلي:
أيعقل أن صرت لهذا العدم وقد كدت أكون فكرة تنير دروب الأنام بالنجاة كنجم به يهتدى في ظلام الليال.
ذلك سفري بعيد المحبين يا طفلتي عدينة احفظيه في غيابات وظواهر الوعي فسيبقى عبر العصور فنارا به يستدل على أنك كنت شيئا كثيرا ملئني حتى استوت حكمتي قائمة على أفلاك السفر إلى حيث للحياة منتهى وغاية.
إضافة تعليق