"الوطن المسلوب" ... روى المنيفي

لا زالت الحيرة تسكن ملامحنا كلما بحثنا عن انفسنا في وطن سلبت منك المواطنة فيه كأبسط حقوقك، فقد شب اليوم ذلك الصراع مابين الجشع والحاجه، حتى الشمس سئمت من اشعتها الملقاة علينا . فقد تجلت ملامح الخيبه في وجهها وخيبت آمالها مرتين ، هل عليك البقاء هنا الايمكنك الهرب منهم لفترة وجيزه تستعيدين انفاسك فيها، ما اجملك يامدينه تتوهج حتى في اشد حالاتها إنطفاء" تعزف بدون أصابع وتتراقص بدون أقدام كجميله تزين هذا العالم المشوه، كأغنية حزينه تعزف على جمهور اصم، حينما تريدين الإتساع بمقدار سعة العالم، مقدار لايجعلك تشعرين بأنك مكبله . اصبحنا اليوم نبيت في اوطاننا كشريد من غير مأوى، نسير في ممرات طويله ومظلمه لانهاية لها، لكن ذلك اليوم سيأتي الذي نكون فيه في المكان الذي لطالما واردنا الوصول إليه، سنستعيد انفسنا سنخرج من بين تلك العتمه، سنستمر وإن باءت محاولاتنا بالفشل رغم كمية الحطام الموجود في الأرجاء والزوايا،سيزهر الوطن في قلب كل يابس، ويضحك في وجه كل يائس، ويلون كل ماهو باهت وحزين فالورد وإن نزع من الحقل لايعدم البستان . سنتداوى ذاتيا" اليد فوق اليد ونلمم شتاتنا ثم نتحد، سيكون موطني بخير وإن سقطت سبع سموات على عاتقيه سيكون بخير، كل عام وقلوبنا تنبض بالحب والأمل، كل عام والطمأنينه تسكن قلوبنا، لاتغادرنا ، تطوق ارواحنا، واحدا" تلو الآخر ، كل عام وتعز الحبيبه والوطن بخير.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص