رفعت الهيئة المنظمة للبورصات وسوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد المدير التنفيذي لشركة تسيلا لصناعة السيارات الكهربائية، إيلون ماسك، تتهمه بالغش.
وقالت هيئة الأوراق المالية الأمريكية إن مزاعم ماسك بتوفير التمويل اللازم لتحويل شركة تصنيع السيارات الإلكترونية إلى شركة خاصة كانت "كاذبة ومضللة".
وتسعى الهيئة لمنع ماسك من التصرف كمسؤول أو مدير يمثل شركة تجارية عامة.
ووصف ماسك خطوة الهيئة بأنها تفتقد إلى الأرضية القانونية، قائلا إنه تصرّف بما يحقق أفضل منفعة " للحقيقة والشفافية والمستثمرين".
وأضاف في بيان أن "النزاهة هي القيمة الأهم في حياتي، والوقائع ستثبت أنني لم أساوم على ذلك بأي طريقة".
وقال مجلس إدارة شركة تسيلا في بيان إنهم "على ثقة تامة بإيلون، ونزاهته وقيادته للشركة".
وكان ماسك أثار دهشة في سوق الأعمال الشهر الماضي عندما أعلن في تغريدة على تويتر أنه ينظر في خطة لخصخصة الشركة ورفع أسهمها من التداول في البورصة.
وأشار إلى أنه ضمن التمويل اللازم لتنفيذ هذا المقترح الذي يجعل قيمة السهم الواحد لشركة تسيلا 420 دولارا.
وقالت هيئة الأوراق المالية في دعواها أمام المحكمة الفيدرالية في نيويورك إن هذه التصريحات "خلقت انطباعا مضللا بأن خصخصة تسيلا كانت خيارا اختاره ماسك وصوت حاملو الأسهم عليه".
وأضافت أن ماسك في الحقيقة لم يناقش التفاصيل الأساسية لهذه الصفقة، بما فيها سعر الأسهم أو أي تمويل محتمل، مع حاملي الأسهم.
وكان بعض المستثمرين قد اشتكوا من خطوة ماسك تلك، ما دفع بهيئة الأوراق المالية إلى التحقيق في ملابساتها.
ثقافة المارايونا
وأشار بيان الهيئة المالية إلى أن ماسك حسب سعر السهم الواحد 420 دولارا استنادا إلى ارتفاع قيمته بنسبة 20 في المئة عند إغلاق سوق الأسهم في ذلك اليوم لأنه اعتقد أن 20 في المئة كانت "زيادة معيارية"، عند الأخذ بتحويلات الشركات الخاصة المالية.
قال ماسك إنه اعتقد أن صديقته، المغنية الكندية غرايمز، ستجد رفع أسعار الأسهم "طريفا"
وقادت هذه الحسابات إلى أن يكون سعر السهم الواحد 419 دولارا، وقال ماسك إنه قرب السعر إلى 420 دولارا لأنه علم مؤخرا بشأن أهمية الأرقام في ثقافة المارايونا، واعتقد أن صديقته، المغنية الكندية غرايمز، "ستجد ذلك طريفا"، و"من المسلم به أن ذلك لا يعد سببا كبيرا لرفع سعر" الأسهم.
إيلون ماسك يدخن الماريغوانا أثناء بث حي عبر الإنترنت
وقد أثارت تغريدة ماسك في السابع من أغسطس/آب استغراب حتى بعض الأشخاص داخل الشركة نفسها.
وكتب المسؤول عن العلاقات الاستثمارية في الشركة إلى مدير إدارة الشركة متسائلا: "هل هذا النص قانوني؟"،بحسب الشكوى القانونية.
"إرباك كبير"
وقد ارتفعت أسهم شركة تسيلا بعد إعلان ماسك، قبل أن تتراجع وسط التساؤلات والشكوك التي اثيرت لاحقا.
وبعد أسابيع، تراجع ماسك عن خطته، مشيرا إلى ردود فعل المستثمرين.
وتبحث هيئة الأوراق المالية فرض عقوبات مالية على الشركة، قائلة إن هذه المزاعم خلقت "إرباكا كبيرا" في أسواق الأسهم وأضرت بالمستثمرين.
وقد أدت شكوى الهيئة المالية الى انخفاض سعر أسهم الشركة بنسبة أكثر من 10 في المئة بعد ساعات من افتتاح التداول في الأسواق المالية.
وكان ماسك اشترك في تأسيس شركة تسيلا وعمل رئيسا تنفيذيا لها منذ عام 2008، ويعد شخصية مثيرة للانقسام في عالم الأعمال، له العديد من الأنصار المتحمسين والنقاد.
يقول مؤيدو ماسك إنه دفع شركات صناعة السيارات لإنتاج السيارات الكهربائية
ويقول مؤيدو ماسك، وهو أيضا رئيس شركة صناعة صواريخ الفضاء سبيس أكس، إنه من دفع شركات صناعة السيارات باتجاه صناعة السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية.
بيد أن نقاده، ومن بينهم الكثير ممن استثمروا في السوق متوقعين انخفاض أسهم الشركة، يقولون إن شركة تسيلا ظلت تخسر أموالا باستمرار وتعاني في عملية زيادة انتاجها، ولا تحقق أهدافها بشكل متكرر.
وقد تصاعدت الضغوط المالية على تسيلا العام الماضي، بعد أن زادت في إنفاقها لزيادة انتاج أحدث سياراتها.
وفي الأول من أغسطس/ آب، حين أعلنت تسلا عن تحقيقها خسارة قياسية جديدة، قال ماسك إنه يتوقع أن تحقق الشركة أرباحا خلال النصف الثاني من عام 2018، وخلال كل ربع سنوي قادم.
لكن هناك شكوكا متزايدة في أن تنجح الشركة في تحقيق ذلك.
وأسعدت الشركة مستثمريها بتحقيق أرباح مفاجئة، في الربع الأول من عام 2013، بفضل مبيعاتها من سيارتها طراز Model S موديل إس، وكان ذلك أول ربح في تاريخ الشركة حينذاك.
إضافة تعليق