حميد عقبي /باريس
كنت خائفا بعض الشيء أن تخذلنا التقنية وضعف النت وأنا أفكر بندوة خاصة لتسليط الضوء على بعض المبدعات اليمنيات، خصوصا بالداخل، لكن الأمور صارت بشكل مدهش ونجحت ندوتنا 37 بعنوان مبدعات يمنيات وحضرت ضيفاتنا وهن القاصة والكاتبة انتصار السري، الشاعرة نجود القاضي، الكاتبة الروائية شذا الخطيب، القاصة سهير السمان ،الكاتبة سكينة شجاع الدين والكاتبة والتشكيلية جهاد جار الله، وبحضور الروائي اللبناني عمر سعيد، الشاعرة اللبنانية حكمت حسن والناقد اليمني د.حاتم الشماع وكان لي شرف
اعداد وتقديم هذه الندوة ضمن نشاطات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وذلك مساء الثلاثاء 23 من فبراير الجاري عبر منصة زووم.
كثيرة هي النقاشات التي امتدت لما يقرب من ساعتين، تعرفنا على وجوه إبداعية نشطة وحققت نجاحات جيدة وبعضهن حصدن جوائز على المستوى العربي، كل هذا يأتي بجهد ذاتي في ظل توقف كامل للنشر الورقي باليمن وفي ظل جمود وتعطل أغلب المواقع الأدبية والثقافية اليمنية فالبلاد مع كل ساعة حرب تفقد الكثير ولم تعد هنالك أنشطة إبداعية للمؤسسات الثقافية الرسمية ومع ذلك نسمع ببعض الأمسيات تنظمها بعض المنتديات أو نادي القصة القصيرة وكلها بجهود ذاتية تستحق أن نشيد بها.
يمكنكم مشاهدة والاستماع لتفاصيل هذه الندوة على صفحات وقنوات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح والمشاركات وكذلك على قناتنا يوتيوب واليكم هذا الرابط
https://youtu.be/h45UyYkPzHk
ترى انتصار السري أن واقع المرأة اليمنية كثير التعقيد وقد عبرت في قصصها لتكشف هول الظلم والقهر وكذلك لتوغل بداخل النفس لتصور الأحلام والرغبة في الحياة والحب ويمكنكم الرجوع لنص "رماد الروح" والذي تم إلى اللغة العبرية وكذلك نص المحرقة ولحرب واحدة وهنا محاولة للخروج من التقليد والإنفتاح لمسارات حديثة.
شذا الخطيب عبرت في تجاربها للتوغل في عالم المرأة العربية ولعل وجودها خارج اليمن جعلها تنطلق للفضاء العربي وبطبيعة الحال فالهموم متشابهة وبينما تذهب سهير السمان لتولي الموت اهتماما خاصا ولكنها ترى أن الموت مرآة للحياة والحب وليس بالمفهوم السودوي القاتم، وتشدد سكينة شجاع الدين على قضايا الوطن والواقع الذي يزداد تعقيد وتتعدد حكايته ومآسيه وترى نجود القاضي أن نشاط الكتابة هو جلد القبح بكرباج الجمال وأن أي شابة يمنية تمسك القلم لتكتب أو أي نشاط إبداعي يعتبر فعلا جماليا شجاعا يستحق التقدير فالواقع اليمني لا شبيه له والتعقيدات تزداد وكذلك أيدت سكينة هذه النقطة حيث أن أي نشاط هو انتصار للمرأة وتداخلت جهاد جار الله وشرحت محاولاتها لكشف البعد النفسي والروحي كإنسانة لها أحلامها ورغباتها وتحديات كثيرة ومظاهر تحد من حرية المرأة بل وقد تلغي إنسانيتها.
تحدث الناقد حاتم الشماع والذي ينشط حاليا عبر منصة سماها المنتدى الأدبي اليمني ليجري حوارات إبداعية يمنية وهو يرى أنه رغم بؤس وكارثية الواقع اليمني إلا أن إبداعات كثيرة تظهر وتجارب عدة تزداد نضوجا وإشراقا، لا يمكننا أن ننكر تراجيديا وقسوة الصراعات السياسية والتي تضغط بقوة لخنق أي صوت إبداعي والمتنفس الوحيد عبر فعاليات بجهد ذاتي والآن مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الإفتراضي يفتح نوافذ جيدة.
الروائي اللبناني عمر سعيد أكد بضرورة ألا تستحي المرأة العربية من التعبير عن الجسد والحب دون خوف وحجاب فالواقع اليمني يشبه لحد كبر الواقع اللبناني ولذا يجب فضح الممارسات الذكورية وقبح مجتمعاتنا وعدم الهروب لقضايا صغيرة وهامشية.
من جانبها طرحت الشاعرة حكمت بعض الأسئلة وخاصة ما تورثه الحرب من قسوة تجعل التكييف مع الواقع ليس سهلا، وابدت أيضا اعجابها بما سمعته وتعرفها على هذه الوجوه الإبداعية.
تعددت النقاشات وفي ختام الندوة خرجنا ببعض التوصيات أهمها ضرورة تشجيع نشر وتقديم ما تكتبه المبدعات وأن تحضى باهتمام النقد وكسر هذا التهميش والشللية التي تصيب البعض بالاحباط.
من جانبه قدم الروائي عمر سعيد عرضا مهما لدعم المبدعات اليمنيات بمساعدتهن على النشر الإليكتروني.
كما نادت المشاركات بضرورة أن تولي المنظمات العربية اهتماما بالإبداع اليمني الذي لم يستسلم لكل هذه الكوارث وأن هنالك تجاهل متعمد وعدد من التوصيات .
هذا ويستمر المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح في تكثيف نشاطه عبر ندوات إفتراضيه بحيث تم برمجه أكثر من عشرين ندوة لشهر مارس تحتفل بمبدعات عربيات وشخصيات أدبية وفنية عربية تجدون معلومات على صفحتنا فايسبوك ونرحب بكل تعاون أو مقترح.
إضافة تعليق