وأنا هنا يا استوكهولم طفل وحيد
مدي كف قلبك
مسي رأس يتمه بأصابعك الميتة
لقد غرقت في أكثر من بحر حتى وصلت إليكِ
قتلتني أكثر من حرب
كي انجو بكِ
استعانت كل الدول المحيطة
كي تسد الطرق إليكِ
أغلب من تلقفني على الطريق
سطا عليّ
كل من ضمني
كل من مد لي يده
وإلتقط معي الصور
تركني على شاطئ النبذ
وأنا يا استوكهولم لم أجد إلا يدك الباردة التي ترفق
اتساعك الرهيب
كي يحتوي
وأنا يا استوكهولم عارٍ في طرقاتك الباردة
بعيني الغائمتين
وخطوتي المتعثرة
كان مطر هائل ذاك الذي استقبلني وانا قادم اليك
شوارعك الواسعة
أرصفتك التي كان البعض يتحرج حين أسأله العنوان، ويعتذر
والبعض ينظر إلي بطرف شكه
من تحت لفوق مثل خطيئة
لم يكن "الجي بي إس"الذي لا اعرف استخدامه في هاتفي يعمل
ولا قلب الناس يعمل
ولا ساعة الله المتوقفة كذلك
كان مكتب القاضية بعيد
زودني مكتب الهجرة بخريطة على الورق
ابتلت بالكامل
وصارت الكلمات مثلي ترتعش وتسيل
ساعات وأنا أدور بك كي أحظى بكرسي
ًأو مظلة
أو مكان للتبول
من الذعر والخوف
من التردد والخشية
ساعات ولم أعثر أحد يرشدني
كل قطاراتك كان تزعق خلفي
سكك الحديد تلتمع مثل فقد
النوارس تطير فزعة قرب الشاطئ
كنت أرتجف
كما الشجر الهائل على جانبي طرقاتك
أرتعد مثل التماثيل العارية التي تتجمد أعلى ناصيات عرضها الأبدي
السيدة التي اتصلت بها لمساعدتي كانت باجتماع مغلق خرجت منه بعد يومين تقريبا!
وصديقي الذي وعدني خيراً
اختفى باعتذار مبهم
لم يكف كل المترجمين حين سقطت
لم تكف كل الطبيبات اللاتي مسحن قلبي بقطن التعزية
الابتسامات التي تبتسم بقدر
وتختفي
مثل حلم
لماذا يبتسم الناس
لدرجة تعتقد فيها أنهم حقيقيون
في حين انهم يتلاشون
مثل وهم
ويكفون فوراً
حين تمد يدك .
وأنا يا استوكهولم أخفي وجهي
وأختبيء في جيوبي
ولا أقول الحقيقة للجميع
فقط لقلبك البارد الذي يعرف
فقط لأصابعك التي تسندني من السقوط
أنا ابنك الذي لا تعرفينه
الذي بقي طويلاً
يجوب طرقاتك
وهو لا يعرف أي لغة يستخدم
ولا يتقن أي وسيلة للوصول إلى مكان آمن
كان يجب أن ينتظر طويلاً كي يحاول الابتسام
تحريك حجر تجهمه الجاثم في وجهه
وعينيه المطفئتين
كان يجب أن ينتظر طويلاً
قبل أن يرتدي معطفاً ثقيلاً
وحذاء مناسباً
كي يمشي مستوياً
بعد أن اعتاد أن ينخفض بجسده كله
مثل جندي يتعرض للقصف
مثل أم تهرع بأطفالها إلى المجهول
الطفل الذي هو رجل
الرجل الذي صار ولد
إضافة تعليق