أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القبض "على قتلة الباحث" هشام الهاشمي الذي اغتيل في العاصمة العراقية بغداد العام الماضي.
وبثت قناة "العراقية "الرسمية اعترافات أحمد الكناني، الذي وصفته بالمتهم الرئيسي في قتل الباحث والخبير الأمني العراقي الهاشمي، وهو ضابط برتبة ملازم أول يعمل في وزارة الداخلية.
واعترف الكناني الذي ظهر مرتدياً ملابس رياضية بنية اللون، بقتل الهاشمي بإطلاق النار عليه من مسدس.
وبحسب صور التقطتها كاميرات مراقبة للهجوم وعرضت على القناة التلفزيونية، فإن الكناني نفذ عملية القتل مع ثلاثة أشخاص آخرين كانوا على متن دراجتين ناريتين.
ولم تتم الإشارة إلى دوافع عملية الاغتيال أو الجهة التي تقف وراءها.
وكان الهاشمي، وهو خبير أمني متخصص في الشبكات المسلحة ولديه شبكة واسعة من المعارف في أوساط المسؤولين وصناع القرار، قد قتل خارج منزله في بغداد في أوائل يوليو/ تموز من العام الماضي على يد مسلحين يركبون دراجتين ناريتين.
ويمثل إعلان الجمعة أول عملية اعتقال يتم تنفيذها في هذه الجريمة التي هزت البلاد، التي شهدت زيادة في عمليات القتل التي تستهدف ناشطين خلال العام المنصرم أو نحو ذلك.
خطوة إيجابية
وقال علي البياتي، وهو عضو في لجنة حقوق الإنسان التابعة للحكومة العراقية: "إنها خطوة إيجابية نحو ترسيخ المساءلة وإنهاء الحصانة.. ونأمل بأن تتم محاسبة كافة المتورطين بارتكاب الجريمة".
وإلى جانب كونه خبيراً في الحركات السنية المتشددة في العراق، أصبح الهاشمي متحدثاً مفوهاً ضد الميليشيات الشيعية المسلحة المتنفذة والموالية لإيران.
وقد أغضب دعم الهاشمي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 2019 ضد حكومة اعتبرت مقربة جداً من إيران، الفصائل الشيعية المدعومة من إيران داخل الشبكة العسكرية للحشد الشعبي في العراق.
ويذكر أن الحشد الشعبي يحظى بتأييد ثاني أكبر كتلة في البرلمان العراقي ويسيطر على أصول مالية ضخمة.
وكان العشرات قد تجمعوا في وقت سابق من هذا الشهر في وسط بغداد وفي أربيل بإقليم كردستان لإحياء ذكرى اغتيال الهاشمي، الذي كان في السابعة والأربعين من عمره عندما تم اغتياله، وقد رفعوا صور الهاشمي وسط الشموع.
ووصف الهاشمي من أحد الحضور بأنه كان "أفضل محلل أمني عرفه العراق". ووعد مسؤول في وزارة الداخلية حضر التجمع بمحاسبة قتلة الهاشمي.
لكن كثيرين يشككون في قدرة الكاظمي على لجم الفصائل المسلحة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني قوله الجمعة إن الكناني كان مرتبطاً بكتائب حزب الله العراقي، وهي ميليشيا مسلحة موالية لإيران في العراق وكان الهاشمي ينتقدها في كتاباته وتعليقاته على وسائل الإعلام.
وقد وجهت الولايات المتحدة، في وقت سابق من هذا العام، ضربة للميليشيا العراقية الموالية لإيران والمتمركزة على طول الحدود العراقية- السورية.
وكان القيادي البارز في الحشد الشعبي قاسم مصلح قد اعتقل للاشتباه في ضلوعه بمقتل أحد الناشطين البارزين في حركة الاحتجاج الشعبية في العراق، لكن سرعان ما أطلق سراحه في أعقاب استعرض للقوة نظمه أنصاره في بغداد. وقال القضاء العراقي حينها إنه "لم يجد دليلاً" على ضلوعه في الجريمة.
ومثّل إطلاق سراحه ضربة لجهود الكاظمي في كسب الحركة الاحتجاجية المؤيدة للديمقراطية في العراق، والتي شهدت استهداف أكثر من 70 ناشطاً فيها بعمليات اغتيال أو محاولة اغتيال منذ العام 2019.
لكن رئيس الوزراء العراقي حاول الجمعة إزالة الشكوك حول قدرة حكومته على محاسبة الخارجين عن القانون.
وقال الكاظمي في تغريدته على تويتر: "لقد اعتقلنا مئات المجرمين- قتلة العراقيين الأبرياء. لا تهمنا الدعاية الإعلامية: نحن نقوم بواجبنا في خدمة شعبنا وفي السعي لتحقيق العدالة".
وقد رحب سفير الاتحاد الأوربي في العراق، مارتن هوت، في تغريده له على تويتر، بإعلان إلقاء القبض على مشتبه رئيسي في جريمة قتل الهاشمي.
وقال هوت تعليقا على بث إعترافات "قاتل" الهاشمي، إن "المساءلة الكاملة والعدالة مطلوبتان في هذه القضية وغيرها من القضايا".
* المصدر بي بي سي عربي