تمييع قضية اغتيال البقماء في مأرب

الجميع سمع بقضية اغتيال القائد السلفي عبدالرزاق البقماء في مأرب.


البعض ظن ان تلك العملية هدفها اشعال فتنة ويعتقد ان الحوثي من ارتكبها.


انتظر الكثير لنتائج التحقيقات ومعرفة ملابسات الجريمة ومحاكمة الجناة ومعرفة من يقف وراءهم ، ولكن ما حدث مؤخراً من عمل سيناريوا في السجن كقتل أحد المتهمين داخله وإطلاق البقية ، يدل على أن ما حدث من جريمة اغتيال للشهيد البقماء لم تكن هدفها ايجاد فتنة ، وإنما هي مؤامرة والذين أطلقوا المتهمين وقتلوا واحد منهم في السجن هم أنفسهم من يقفون وراء إغتيال البقماء.

الجريمة جنائية وسياسية في نفس الوقت.


وبالله عليكم كيف يُصدق أن الذي أغتال الشهيد البقماء قام بقتل نفسه داخل السجن أو انتحر.


ان كان قتل نفسه بمسدس فمن سمح لادخال ذلك السلاح للسجن.


وان كان قتل نفسه عبر قيامه بخنق نفسه ، فأين الذين كانوا حوله ومعروف أنه أي شخص سجين لا يستطيع فعل ذلك.


في السجون  لا يستطيع الشخص أن يحصل على آلة حادة صغيرة حتى وان كانت غطاء لعلبة فول ، فذلك ممنوع وهناك رقابة وتفتيش حتى لا يتمكن أحد من قتل نفسه.


وأيضاً لا يستطيع أحد أن يخنق نفسه وينتحر ، لا توجد معالق ولا حبال في الزنازين، ولا يوجد ذلك في السجون الجماعية فالذين حوله سيبطلون أي انتحار لأي شخص ويمنعونه في حالة ان حاول ذلك.


ولو أستطاع أي شخص أن ينتحر في السجن لأنتحر الكثير ، فهناك أشخاص أصبحوا في حالة معقدة ويريدون التخلص من ذلك الوضع عبر الأنتحار ولكن لا يستطيعون.


فلماذا لم تحدث عملية انتحار مسجون إلا في سجون مأرب فقط وبالذات في قضية اغتيال البقماء.


الأمر الآخر ان كان الادعاء أن الجاني خنق نفسه، لا يستطيع أحد أن يخنق نفسه بيديه ويموت إلا ان كان هناك ناس حوله خنقوه، إذاً فلماذا أطلقتم من كانوا حوله والمفروض أن تظلوا معتقلين لهم لشراكتهم بجريمتين، جريمة قتل البقماء وجريمة قتل أحد من الذين شاركوا بقتل البقماء.

لم يكن لدى البقماء خلاف شخصي مع أحد حتى تدعون ان من قتله شخص واحد وقد قام بقتل نفسه.


البقماء كل الناس تحبه لأنه رجل خدوم وفاعل خير.


وجريمة قتله كانت مدبرة هدفها التخلص من شخصية لها تأثير داخل المحافظة وعبرها سيكون فتح مجال لطرف محسوب عليه ليوطن اقدامه داخل المحافظة ويحصل على التفاف حوله في ظل وجود شخصية لها تأثير اجتماعي ومساهمة في تأسيس قوة عسكرية جديدة كقوات اليمن السعيد.

 

حادثة اغتيال البقماء وتمييعها بهذا الشكل، سياسياً يتحمل الطرف السياسي المسيطر على مأرب المسؤولية.


وأمنياً تتحمل قيادة السلطة الأمنية المسؤولية لعدم كشف الحقائق ولقتل أحد الجناة والافراج عن البقية، فهذا التعامل يكشف أن هناك تواطؤ وتساهل ومساعدة بل وشراكة في الجريمة من قبل أولئك.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص