يوم حداد رسمي

أمام الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها يوم الأمس في معسكر الصولبان أكثر من ٤٧ شهيداً وعشرات الجرحى علينا بعث رسالة قوية, تحمل تضامناً رسمياً وشعبياً مع أسر الشهداء الأبرار ومواساة الجرحى.

وقد أحسن الرئيس هادي بتوجيه الحكومة بدفع مليون ريال لأسر الشهداء ونصف المبلغ لأسر جرحى الانفجار.

ولكن إذا أقرت الحكومة أيضا الحداد الرسمي لمقتل هذا العدد من الشهداء والتضامن الشعبي الواسع مع هذا القرار سيجسد حجم الألم الذي يشعر به كل مواطن علي ما حدث, وأن الشعب بأجمعه يدين ذلك العمل الإجرامي الجبان, ويدين الجهات التي أوصلت شاباً في مقتبل العمر إلى التضحية بحياته إلى مقتل شباب آخرين مثله سواء كان ذلك عبر التعبئة الخاطئة في بعض المساجد أو عبر التجنيد للشباب لارتكاب عمليات إجرامية لتحقيق أهداف سياسية بحتة, بعد عجزهم من كسر صمود المقاومة, والحد من الانتصارات, التي تتحقق على المستويين العسكري والسياسي ضد جماعة الانقلابيين.

الغريب في الأمر أنه في كل مرة يعلن محافظ عدن عن شيوع الأمن والاستقرار في عدن كما صرح به مؤخراً بعودة الرئيس وأعضاء الحكومة إلى عدن وقيام الرئيس هادي نفسه بزيارة إلى مطار عدن لمشاهدة الإصلاحات, التي تم إنجازها في المطار بدعم من الإخوة في الإمارات, مما يعني ذلك توجهاً نحو استقرار أكبر في تشغيل المطار كما تظهر مثل هذه المؤشرات بحالة استقرار عدن وتطبيع الحياة فيها يتم تفجير الموقف بعمل إرهابي صادم وبشع.. على السلطات المحلية والدولة مراجعة التدابير الأمنية وأخذ الاحتياطات الاحترازية في مواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية ومراجعة بعض قوانين الدخول والخروج الى المناطق الجنوبية, فنحن نعيش حالة حرب ويجب اتخاذ قرارات استثنائية, تفرضها الضرورة مؤقتاً لترفع لاحقاً حين تزول الأحداث الاستثنائية.

في الخلاصة

من الغريب والمدهش في آن واحد أن عملية الصولبان تمت بعد تهديدات الرئيس السابق للجنوب, قبل يومين والمستغرب له أن ما يسمى بداعش والقاعدة ذات الطابع اليمني البحت عنوان عملياتها واحد فحسب فقط في الجنوب ولا غير.

دعوتي للحداد الرسمي ونكس الأعلام تتماشي مع قيام تركيا بفرض الحداد الرسمي لمقتل نحو ٣٨ شهيداً في اسطنبول وكذا لك كما يبدو ستقوم به مصر إزاء ضحايا تفجير إحدى الكنائس هذا اليوم.

شهداؤنا يستحقون أيضا ان نفرض يوما للحداد تضامناً مع أسر الشهداء والجرحى, الذين سقطوا يوم أمس في عدن المادة والتعويضات هامة ولكنها ليست كل شيء, في الحياة لأن شعور الأهالي بتضامن رسمي وشعبي معهم يخفف بعض مما أصابهم يوم أمس, فهل يقرر الرئيس ويوجه الحكومة بإقرار يوم حداد وطني اليوم أو يوم غد وسنرى مدى تجاوب المناطق المحررة الأخرى, خارج الجنوب بالالتزام بيوم الحداد أم لا ..

بريطانيا ١١ ديسمبر ٢٠١٦.

 

*من صفحة الكاتب  على الفيسبوك

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص