الجزيرة وصناعة الوهم

تستمر قناة الجزيرة في تحيزها الاعلامي والبرامجي لجماعة الإخوان المسلمين ، وتجعل من نظرة جماعة الإخوان للأحداث السياسية كأنها الحقيقة الوحيدة دون غيرها من الحقائق.

 ففي برنامج ( للقصة بقية ) الذي تقدمه الاعلامية فيروز حاولت فيه بقدر كبير طمس الهوية لثورة 23 يوليو 1952 م ، تحت عنوان صناعة الوهم جعل من ثورة يوليو وعبدالناصر مجرد جوقة اعلامية وموسيقية مجردة من أي فعل يخدم الامة.

عندما تتابع مثل هذه البرامج ترى بقوة ووضوح أن هدفها هو كسر الصورة الجميلة لفترة حجم جمال عبدالناصر ، وتدمير التاريخ الذي يفخر برجال مثل جمال عبدالناصر ، كما هدف لتشويه الكاتب الصحفي الشهير / محمد حسنين هيكل ، الذي كانت الجزيرة تبث له برنامج مع محمد كريشان قبل إفتراقها معه بعد أن ظهر جلياً لنقده الكبير لسياسات الإخوان ، كانت مصر في عهد الملكية دولة ناقصة السيادة او مبتورة السيادة ، فالمندوب السامي البريطاني هو من يحدد سياسة البلد.

 يحاول التقرير في البرنامج الايحاء ان ثورة يوليو 52 م قامت بدعم أجنبي وان بريطانيا التي كانت وصية على مصر هي هذا الداعم ، كلام لا يمت للواقع بصلة وتنظيم الضباط الاحرار كان تنظيماً ثورياً مصرياً خالصاً ، وعندما قامت ثورة يوليو كان شكلت صدمة كبيرة لمن اعتبروا انفسهم اوصياء على مصر ، والحريات الاعلامية في تلك الفترة كانت حريات شكلية هدفها إمتصاص الرفض الشعبي للوصاية الخارجية والفساد الكبير الذي كانت تعاني منه الاسرة المالكة في مصر ، كانت هناك قبضة حديدية لثورة يوليو لها مبرراتها.

 فمصر منذ قيام ثورتها مستهدفة ، والغرب لم يكن على علاقة جيدة مع نظام يتوق لتوحيد العرب على أساس القومية العربية ، ولذلك كان هناك تحالف بين دول العرب النفطية الملكية وبين الغرب لضرب توجهات القيادة المصرية نحو الوحدة العربية ، وكان تنظيم جماعة الاخوان أهم الادوات لضرب مصر وإضعاف قوتها ، قيادات التنظيم الدولي للاخوان كانت في لندن وغيرها من الدول التي كانت سياساتها موجهة ضد مصر.

 إنجازات مصر كانت كبيرة وعظيمة في العهد الناصري بالرغم من القبضة الحديدية ، كان هناك نوع مما نسميه المستبد العادل ، بالتأكيد لا تخلو الحقبة الناصرية من أخطاء وسلبيات ، لكنها كانت في مجملها حركة ثورية ذات بُعد قومي حققت الكثير من طموحات المستضعفين ، ولبعض هزائمها أسباب تتعلق بخيانة ملوك العرب لمصر عبدالناصر كما حدث في حزيران 67 م.

 بالخلاصة قناة الجزيرة يجب ان تتحرر من عبائتها الإخوانية وان تكون منبراً إعلامياً حُراً لجميع الناس ، وان تبحث عن الحقيقة حيث تكون ، وأن لا توظف الاحداث لصالح جماعة بعينها ، وينبغي عليها ان تدرك ان جماعة الاخوان المسلمين هي جماعة فاشلة سياسياً في معظم الدول العربية عندما نستثني تونس وربما المغرب ، وتجاربهم في السلطة فاشلة كما هو الحال في السودان واليمن ومصر التي كانت عودة الحكم العسكري نتاج لفشلها وليس كما تروج الجزيرة للتآمر عليها.

 هي من تريد صناعة الوهم وتجعل من شواهد التاريخ وهماً وكأن الناس لا يقرؤون ولا يعايشون الاحداث ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص