حاورتها: أسماء حامد
تعتبر اليمني قلب المجتمع الذي يحتضن أعلى معدلات لزواج القاصرات في الوطن العربي، فضلًا عن كون اليمن هو البلد العربي الوحيد في قائمة أكثر 20 دولة تمارس هذا الشكل من الانتهاك ضد الفتيات الصغيرات، وبحسب الأرقام الدولية فإن أكثر من نصف نساء اليمن يتزوجن قبل إتمام الــ18 عامًا، في ظل غياب قانون يجرم هذا الزواج، ومع تفاقم الأزمة السياسية في اليمن، والحرب التي أثرت بشكل كارثي على الظروف الاقتصادية، فقد تفشى زواج القاصرات أكثر بين تجمعات النازحين في محافظات مثل “حجة” في الشمال، و”الحديدة” و”حضرموت” في الشرق.
هذه الظاهرة خاضت ضدها "ندى الأهدل” حربًا ضارية منذ كانت في الــ11 من العمر، حتى لا تكون إحدى ضحاياها، وحتى لا ترى أخريات يسقطن في مثل تلك العادات والتقاليد التي تضر بالمجتمع، ورفضت ندى الأهدل أن تكون ضحية لانتهاك حقوق الإنسان في اليمن، وكشفت للعالم عن الانتهاك الذي تمارسه اسرتها بحقها، وإرغامها على الزواج، مثلى مثل الكثير من فتيات اليمن الذي يحمل أعلى معدلات زواج القاصرات في الوطن العربي"، هكذا قالت " ندى الأهدل" في حديثها لـ" أهل مصر" الطفلة اليمنية، التى حاربت زواج القاصرات، برغم طفولتها، ولم تخشي أحد غير أن تتدافع عن أطفال، تجدهم يموتون كل يوم.
حاورتها أسماء حامد
كيف بدأت حربك على زواج القاصرات؟
لقد تمكنت من إظهار قضية لها ابعادها الإنسانية والحقوقية وتأثيرها على المجتمع منذ طفولتي، حيث لا يخفى على احد عن موت 8 حالات يوميًا في اليمن بسبب زواج القاصرات سواء من خلال يوم الدخلة أو الولادة أو الانتحار حسب الدراسات العالمية.
وهذا الامر تفاقم اكثر واصبح لا يحميه أي قانون تشريعي في اليمن أو وعي مجتمعي وخصوصًا إن الكثير من افراد عائلتي اصابوني بهلك وخوف كبير اصبح يرافقني في حياتي ويشكل كابوس مظلم عندما أتذكر خالتي ذات 10 عاما ًالتي كنت اللعب معها طفولتي وفجأة تزوجت غصبًا عنها فماتت حرقًا بالبنزين ثم تلتها اختي ذات 12 سنة وحاولت الانتحار حرقًا وتم انقاذها بأعجوبة ورغم كل ذلك اكمل زواجها عنوة، وكذا الصدمة المساوية التي حدثت لبنت عمي ايضًا حيث حرمت من الدراسة وأصحبت تعاني من حالة نفسية واكتئاب مستمر وتضاعفت معاناتها ما جعلني اصدم واظهر للعالم لأكسر حاجز الخوف الذي يهدد حياة الطفولة في اليمن وفي الكثير من بلدان العالم.
من الذي وقف بجانبك؟
كان في البداية عمي عبدالسلام الذي ترك عمله في المملكة السعودية وعاد ليحميني، ثم وزارة الداخلية اليمنية في بداية الأمر قبل تدخل احد المنظمات.
كيف واصلتى نشطاك الحقوقي، في ظل هذه الظروف؟
تمكنت خلال فترة وجيزة أن اجمع تضامنًا واسعًا معي من نشطاء ومنظمات ووسائل إعلام في مختلف أنحاء العالم رغم الضغوط التي حاولت إثنائي عن الدفاع عن نفسي أولًا والدفاع عن حقوق الإنسان في مرحلة ما بعد الانتصار لقضيتي، ومنذ ذلك الحين واصلت نشاطي الإنساني في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وطورت من مهاراتي وثقافتي الحقوقية في سبيل الأعمال الإنسانية، وتعززت مسيرتي الإنسانية برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتوجيه مركز الملك سلمان نهاية العام 2015م تقديرًا لمسيرتي في هذا المجال.
كيف أسستي المؤسسة الخاصة بك؟ وبماذا تحلمين؟
قابلت رئيس الوزراء احمد بن دغر وقدمت له العديد من المشاريع، ووجه بتأسيس مؤسسة ندى لحماية حقوق الطفل لكي تنفذ تلك المشاريع الخاصة بخدمة الطفل في اليمن والوطن العربي العالم.
ومن أهم المشاريع التي احلم بها وانوي تحقيقها سيكون بتكلفة صفر ويحدث قفزة نوعية في العالم يغير مسار حقوق الطفل إلى الحفاظ عليه بشكل سلسل وسهل ويعمل على مساعدة ملايين الأطفال بدون أي تكاليف.
ماهي أهم الفعاليات التي شاركتى بها وكيف أثرت فيك؟
أهم الفعاليات التي كان لها أثرها عاليا، وحضرتها باستمرار هي فرقة غنائية وعمري 9 سنوات وكانت تقيم بعض المنظمات فعاليات للطفل وكنت احضرها واستفيد من التوعية المجتمعية أنا وصديقاتي من الأطفال نغني سويًا ونلعب ونرقص وكان حلمنا أن يكون لنا بلد مثل الإمارات ويكون لنا اباءً مثل الأنبياء.
وهذا بالطبع إثر فيا كثيرًا، وفهمت بعض من الكثير من حقوق الطفل مثل اتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها اليمن والكثير من دول العالم والبروتكول المرفق والكثير من المواثيق الدولية، وبدأت استفيد من تجارب الابطال الشجعان في بلدان العالم الذين يعملون منذ طفولتهم لان المجتمع والسياسيين والإعلاميين تخلوا عنهم في كثير من القضايا فأصبحوا مجبرين للعمل والنشاط للدفاع عن حقوقهم.
ما هي رسالتك التي تسعين إليها الفترة المقبلة؟
رسالتي إلى الطفل فعلية أن يتمسك بالتعليم اولًا، ثم لأولياء الأمور ابعاد أبنائهم عن الصراعات المسلحة، ونقلهم إلى أي مكان أكثر آمنًا ليكمل تعليمه والاستمرار في تنمية مهاراته،ثم رسالتي إلى المنظمات العاملة في مجال حقوق الطفل، إن يقدموا رؤيتهم الواضحة للطفل ومساعدته وتوعية المجتمع بأهم أهدافهم وتطلعاتهم حتى يتمكن الأطفال من الاستفادة وكذا العاملين في الاغاثات للبلدان المتضررة من الحرب تقديم العديد من المساعدات التي تلامس احتياجات الأطفال مثل الحليب والأدوية والملابس الشتوية.
وأقول للعالم أوقفوا الحرب من أجل الأطفال الذين سيكونون غدًا بالغين ويشكلوا القوة البشرية وباستمرار الحرب تتضاعف معاناتهم والانتهاكات في حقهم من قبل جماعات الحروب وهذا قد ينعكس عليهم مستقبلًا ويصبحوا قوة بشرية تشكل العنف في المنطقة وقد ينظمون إلى مسلسل العنف وجماعات الإرهاب والمتاجرة بالبشرة وعصابات الاجرام ما يهدد الامن الدولي ويزعزع الاستقرار في المنطقة وقد نرى ابشع واجرم من "داعش".
ما هي أكثر العقبات التي واجهتك خلال تحققيك هدفك ورسالتك؟
أكثر ما واجهني في حياتي كانت المعتقدات السائدة والعادات والتقاليد الموروثة، من اجدادنا للأسف الشديد، وقد اصبغت بمفهوم ديني مغلوط واسفي على بعض المنظمات الحقوقية التي اسست في ظاهرها من أجل حماية الطفولة، وفي تنفيذ مهامها ضد الطفولة تمامًا وتتبع بعض الجماعات التقليدية، ما جعلني انصدم اكثر لماذا تسيس حقوق الطفل وتصبح جزء من ايديلوجية بعض الجماعات التي وقفت ضد قانون تجريم زواج القاصرات في مجلس النواب اليمني افشلته ثم استمرت في محاربة القانون حتى اخر مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ماهي رسالتك التي توجيها للمجتمع اليمني، والمجتمعات العربية للحفاظ على فتياتهن؟
رسالتي للمجتمع اليمني والعربي والعالم، لا تجبروا الطفولة على الخروج عن صمتها والدفاع عن قضيته مثلي ومثل الكثيرين لأننا المفروض نكون في المدارس،ونعيش حياة بين اهالينا في حنان الابوين وآمن الدولة ورعاية اسرية سليمة واشراف المنظمات المعنية بالطفولة، لا أن نصرخ وننشط في الدفاع عن حقوقنا لا نكم تخليتم عنا في القانون وفي الشئون السياسية والمجتمعية والإنسانية، واستلغيتم براءتنا وصمت اهالينا حتى أصبحت حقوقنا مدفونة ومستورة ولا يعرف عن جرائم ترتكب عنها الا اذا تطوع احد بدارسة حالنا ليعلن عنها باستحياء.
كفى استهتار بالطفولة لا نها أساس الشباب الذي تحلمون به، كفانا ظلمًا وقهرًا يا عالم.. الطفولة مستقبلكم فمن ينشئ جيلًا صالحًا واعيًا آمن سيجني شبابا ناضجًا فكريًا وعلميًا وسياسيًا وامنيا، وحينها النتيجة وطنًا خاليًا من الإرهاب والتشدد والتطرف والفساد، وطن يستحق العيش فيه.
وخصوصًا الفتيات الذين هن مدرسة لأبنائهن فإذا المدرسة غير مكتملة سيصبح لدينا جيل غير مكتمل فجعلوا فتياتكم مدارس اكاديمية في النضج العقلي والبدني قبل الزواج ليولدوا جيلًا اكاديميًا ناضجًا ويصنعوا السلام والتنمية، فالطفل يحتاج ان ترعاه قبل ولادته بعشرون سنة من خلال تربية الأم.