دعت أم محمد في كل صلاة أن يعيد لها ولدها البالغ من العمر 13 عامًا، إليها بعد إنخرطه بإحدى جبهات القتال التابعة لجماعة الحوثي أحد أطراف النزاع في اليمن، والذي يواصل شهره العاشر، وهو يقاتل، ويطمئن أمه كل أسبوع أو أسبوعين بإتصال هاتفي..
محمد الذي لم يكمل دراسته الإعدادية، لم يلين قلبه دموع أمه وهي تترجاه أن لا يذهب للتجنيد والإلتحاق بجبهات القتال، ولم تتمكن من إقناعه بعد أن تم إقناعه بضرورة التحاقه بإحدى الجبهات نصرة للوطن والدين، بحسب أمه..
تشير إحدى الإحصائيات لمنظمة اليونيسف للطفولة، بأن محمد هو أحد ما يقارب 2100 طفل من الأطفال الذين تم تجنيدهم دون السن القانوني بحسب القوانين والمواثيق الدولية في اليمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وأن ثلثي المقاتلين في اليمن من كافة الأطراف هم من الأطفال.
إن استمرار تجنيد الأطفال في اليمن يعد انتهاك واضح لحقوقهم حيث يعتبر قتل الأطفال او تشويههم، أو استخدامهم جنوداً يعد من بين الانتهاكات الست الجسيمة ضد الأطفال التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كأساس لجمع القرائن بشأن الانتهاكات، ورغم مناشدة بعض المنظمات للأطراف المتصارعة عدم الزج بالأطفال في الحرب، وتجنيدهم إلا أنه مازالت هناك تجنيد لهم، وعدم الاستماع لها.
تقول أم محمد بأنه تتمنى أن يعود إليها ولدها، سالما معافى، فهي تشتاق له، وتظل تنتظر اتصاله كل أسبوع، رغم أنه يمر الأسبوعين أو الثلاثة دون أن يتصل بها، ولا تجد رقم تتصل به، فتل تترقب اتصاله، وما إن اتصل تظل تترجاه أن يعود إليها ويترك هذه المهمة التي ألقاها على نفسه بأنها في خدمة الوطن والدفاع عنه.
وتضيف: التحق محمد بجبهات القتال منذ تسعة أشهر، تاركًا خلفه مدرسته، واسرته المكونة من أب وأم أخ وثلاثة أخوات، ولا يتسمع لشيء سوى أنه لابد أن يدافع عن وطنه وأرضه..
منظمات المجتمع المدني مدعوة إلى تسليط الضوء على ملف هذه القضية والعمل على ايصالها الى أي جولات حوار قادمة بين اطراف الصراع، والعمل على توعية المواطنين بعدم الزج بأطفالهم لتجنيدهم لدى أطراف النزاع، كما مناشدة الأطراف المتصارعة على عدم اقحام الأطفال في صراعاتهم.