في حوار مع المستقبل أونلاين ...

الشاعرة خالدة النسيري : الحالة الشعورية هي التي تقودني إلى الشكل الشعري والمبدع هو لسان حال ما يدور حوله

خالد النسيري شاعرة ترفض أن تبقى على الهامش تكتب القصيدة لتخلد حضورها المطلق في وطن كبير يدعى القصيدة ، تبني عالمها الشعري بمداميك متنوعة وقوية ما بين قصيدة العمود وقصيدة النثر لها دويتو شعري بعنوان همس العبير بالاشتراك مع الشاعر عبد الرحمن غيلان وتعتبر تجربتها  الأولى البدايات الشعرية مرحلة القرزمة بالشعر كما تحب أن تسميها .

لها مجموعة شعرية ضمن كتاب سماوات (الكأس المقدسة ) ومجموعة شعرية  ( دندنة على أعقاب الرماد) تبنت طباعتها مؤسسة شعراء على نافذة العالم  ، ولها مجموعة شعرية مخطوطة ( حين تهذي المواجع) وتأمل أن يكون لهذياناتها تلك صوتا مسموعا على الورق .

كان لنا في المستقبل أونلاين حوارا مميزا لنقترب من عالمها الشعري أكثر لنسمع هذياناتها أكثر ونبحر في عالمها الرحب ، فإلى الحوار :

من هي خالدة النسيري الإنسانة وخالدة النسيري الشاعرة ؟

- خالدة فضل علي النسيري

من محافظة تعز خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية صنعاء، متزوجة وأم لطفلين.

أما كشاعرة كنت قد لخصت ذلك بقصيدة تصدرت غلاف مجموعتي

( دندنة على أعقاب الرماد).  وتقول

أنا في ضباب العطر

أغزو حشرجات البدر

في قطر القوافي    

يستحمُ البرق في لغتي

فعد يا سندباد الماء

ممزوجا برمل الشمس

حين أجفف الأحلام

في نخل الضفائر

أنا في عروق البوح

أحكي للحياري في الفصول

حكاية مشبوبة الخفقان

على أعتاب أغنية

يصادرها لهيب سحابة

سقطت على وطنٍ خراب

أنا يا غريب الدمع أقتات

الهروب ولا أرى في قعر أحلامي

ضباب شواردي ويلُ لذاتي

- ما هي البدايات الأولى لخالد النسيري وأي قدر جاء بك لعالم الشعر ؟

- البدايات الأولى كنت أهوى قرأت الشعر في أي كتاب كنت أجد فيه قصائد بعدها أصبت بحزن شديد على شجراتي التي ذبلت كنت في تلك الأيام لا أزال طالبة في الصف الثاني الإعدادي فكتبت أول خاطرة وكانت الشجرة هي السبب. بعدها شجعتني أمي على الكتابة،  وكنت مستمعة للإذاعة وجربت المشاركة في برامجها واستمريت بذلك لمدة ما يقارب الخمس سنوات كمشاركة في برامج الإذاعة المباشرة و إذاعة الشباب وتعرفت على اتحاد الأدباء وأنا في الصف الأول ثانوي و تلقيت الكثير من الدروس المتنوعة من الأستاذ والناقد عبدالله علوان رحمة الله تغشاه وكان يساعدني على استعارات الكتب من مكتبة الاتحاد ولا أنسى فضل الأستاذ علوان مهدي جيلاني الذي أهداني مجموعة من الكتب وقدمني لأول مرة بسني الصغير في فعالية بقاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كشاعرة مع طلاب الإعلام.

- أين تقف خالدة النسيري اليوم في المشهد الإبداعي ؟

- أقف حيث أريد أن أكون في صفوف النخبة.

- أين تجدين نفسك في قصيدة العمود أو النثر ؟

- بالنسبة لي الحالة الشعورية هي التي تقودني إلى الشكل الشعري فأنا أجيد كتابة  جميع الأشكال الشعرية.

- الصعوبات التي واجهتك في حياتك الإبداعية؟ وهل ثمة مواقف أو محطات شكلت لك تحولا في حياتك الإبداعية؟

- الصعوبات هي النظرة القاصرة للمرأة الشاعرة بشكل أخص ينظرون لها كجسد دون النظر إلى ما تنجز وتكتب وتبدع.

هناك محطات مرت في حياتي الأدبية كانت لها أثر كبير في صقل موهبتي واكسبتني الكثير من الثقة بنفسي ، مشاركاتي الإذاعية تعرفي على اتحاد الادباء في فترة كان فيها منبعا للعطاء  والابداع الفعاليات التي كنت أحضرها أو أشارك فيها،  دراستي في كلية الآداب والتي كانت سبب لكتابتي القصيدة العمودية وأيضا قراءاتي المتنوعة وتحولي لكتابة قصيدة التفعيلة.

* هناك اشكاليات قائمة اليوم بين شعراء العمود والنثر ؟ وكل فريق يجد نفسه متعصبا لمدرسته ؟ هل ثمة مقاربات تمنحنا إحساسا بالجمال أينما كان مصدره هنا أو هناك ؟ أم أن الاشكالية ستظل مستمرة ؟ وهل أنت متعصبة ابداعيا لمدرستك الشعرية ؟

- الاشكالية قديمة بالنسبة لهذا الموضوع وانقسم فيها النقاد والشعراء بين مؤيد ورافض، لابد أن لا ينظر لقالب الكتابة الشعرية وإنما للمحتوى وما يحويه من جماليات تلامس القلب من خلال التعابير والصور فلست متعصبة لأي شكل شعري وما يهمني المحتوى ومدى تأثيره للوصول بي إلى مرحلة الدهشة والتحليق.

- أين يجد المبدع اليمني نفسه اليوم في ظل الحرب والصراع ؟ هل للحرب دورا في تشكيل تجربة إبداعية مختلفة للمبدع ؟ لنتحدث عنك مثلا ؟

- يجد نفسه في الهامش السحيق منطويا على أماله وطموحه ومنكسر يحيي نفسه عبر النشر الكتروني في بلادٍ كتم أنفسها لهيب الحرب والمبدع هم لسان حال ما يدور حوله وهذا هو حالي وحال الكثير من المبدعين.

- الاصدار الأول لخالة النسيري أين هو  ؟ و ما هو نتاجك الابداعي حتى اللحظة ؟

- أول عمل شعري لي كان دويتو شعري  بالاشتراك  مع الشاعر عبدالرحمن غيلان بعنوان (همس العبير)  كانت تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي وكانت عبارة عن قصائد نثرية ومثلت مرحلة القرزمة بالشعر قصائد الثانوية وما يميز هذا العمل أنه كان أول تجربة في اليمن وهذا يحسب لي. بعده كتبت الكثير من القصائد لكني في كل مرة كنت أكتب فيها لم أكن راضية عما أكتب فأحرقت مجموعة كبيرة من القصائد،  وبعد الجامعة كان معي مجموعة من النصوص التي كنت أحس أنها ربما تمثلني كشاعرة فشاركت مع مجموعة من الشعراء في كتاب سموات وهي مجموعة شعرية احتوت أحد عشر شاعرا وشاعرة ومجموعتي كانت (الكأس المقدسة).

و إصدارات بعدها بسنوات مجموعة (دندنة على أعقاب الرماد) التي تتولى  طباعتها مؤسسة شعراء على نافذة العالم ولي  مجموعة جاهزة للطباعة لكن لا أدري متى سترى النور ( حين تهذي المواجع).

- ثمة فجوة قائمة بين المشهد الابداعي والمشهد النقدي ؟ وهناك من يرى أن النقد يخضع لشللية معينة تجعل النقد الحقيقي على حساب الابداع ما رأيك في هذا الأمر ؟ بمعنى - - -هل استطاع النقد أن يؤسس لحالة نقدية قادر على تطوير المشهد الابداعي بعيدا عن المحسوبية والمجاملة؟

- وكأنك لامست الجرح بهذا السؤال هناك غزارة بالإنتاج الشعري وغياب كبير للنقد لدرجة أن هناك بعض الكتاب يحسبون أنهم بلغوا مستوى عظيم في عالم الشعر  والكارثة هناك من يشجعهم دون توجيه انصدمت من أحد الإصدارات وهو لكاتبة عندما رأيت المحتوى والله إنه مخزي وفاضح أن يكتب على غلافه شعر والمصيبة الأعظم شهادات من كتاب ونقاد كبار تصيبك بالغثيان  هناك من يشجع ويجامل وينحاز لكتاب معينين شللية و مناطقية وعبث لكن التاريخ كفيل بإنصاف من يستحق.

فلا غرابه حال النقد كحال البلاد تماما

- لماذا قررت يوما أن تخوضين تجربة قصيدة النثر ؟

- قراري ليس بيدي وإنما بيد شعوري الذي يقوم بتوجيهي لشكل الشعري كما أسلفت سابقا.

- هل أنت راضية حتى اللحظة عن انتاجك الابداعي ؟

- من يرضى عن ما يكتب يحكم على نفسه بالانتهاء والموت وأنا أرى أنه مازال عندي الأفضل.

- كلمة أخيرة عبر المستقبل أونلاين ؟

- بأني أشعر بالوجع لما آل إليه المشهد الثقافي من ركود وتراجع فلم يصبح للأديب اليوم أي أهمية أو حضور أو مشجع للبقاء والاستمرار هناك من يصاب بمرض نفسي ومن يصارع الجوع والموت ومن ينتهي به الأمر منتحرا ومن يترك نتاجه حبيسا للأدراج ويمضي ليغتسل بالوهم ويترك للضياع.

إلى متى سنظل نحترق وبلا رحمة..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص