انقطاع المرتبات مع إستمرار الحرب يزيد من معاناة اليمنيين

على غير العادة وضعت الحرب مصطفى محمد ناصر أمام وضع صعب هو موظف لم يحصل على مرتباته منذ سنوات ولديه خمسة من الأبناء والبنات كما أن الحوثيين يتنصلون من دفع الرواتب في محافظة صنعاء وبقية المحافظات يصف مصطفى مايعانيه على أنه لا يطاق.
 
 
الجوع يحاصرنا 
 
يحكي مصطفى وضعه بعد انقطاع رواتبه وهذا ماجعله غير قادر على توفير الطعام لابنائه وزوجته في مدينة صنعاء. 
 
يقول مصطفى "أعمل في أحد المطاعم وكنت أعمل في السياحة و أحصل على مرتب جيد أعيش به وأقوم بتوفير احتياجاتي لكني لست قادر الآن تأمين الطعام لابنائي الآن"
 
وأضاف أن هذه الحرب أضرت بالبسطاء والموظفين مثله والذين كانوا يعتمدون على المرتب فقط.
 
وتابع مصطفى حديثه "الجوع صار يحاصرنا  وليس لنا غير العمل في بعض الانشطة التي لاتوفر لنا غير الحد الأدنى من تحقيق ما تحتاجه أسرتي وأنا أعمل في أحد المطاعم قبل أن ينتشر كورونا في العاصمة صنعاء مما فرض علي الامتناع عن العمل في ظل إنتشار الفيروس". 
 
الرواتب من أسمى الحقوق
 
الاعلامية سامية العنسي الموظفة في إذاعة صنعاء أعتبرت  انقطاع المرتبات أنها أدت إلى إنقطاع الحياة وسلب اكرامة الانسان اليمني. 
 
وأضافت أن الفرد والاسرة والمجتمع اليمني حرم من المعنى الحقيقي لحياتهم  .
 
وأشارت الاعلامية سامية أن الرواتب من اسمى الحقوق الشرعية والدستورية في مفاهيم الاديان والدول جميعها  وهي من الحقوق المكتسبة في قوانين العمل الانساني في سائر المجتمعات.
 
وقالت سامية العنسي "مهما كانت الحالات والاحداث والمتغيرات حتى ولو كانت حالة الحرب وهذا الذي نعيشه منذ خمس سنوات و أدت لتداعيات الشتات والنزوح والتشريد"
 
مأسي الصراعات وحرمان لقمة العيش 
 
وأعتبرت سامية العنسي أن اليمنيين يعيشون بين مآسي هذه الصراعات وتحالف ومطامع القوى ونفوذها لتتحول لقمة العيش وكرامة المواطن والوطن وحقوق الوظيفة العامة الى وسيلة لتحقيق مآرب تلك القوى. 
 
الممارسات السياسية الظالمة
 
وترجع الأعلامية سامية أن طغيان مصالح الخاصة على حساب العامة في موازين مصالح الشعوب والأوطان وتجاوز الحقوق والواجبات الوطنية عزز مثل هذه الممارسات السياسية والحكومية المجحفة والظالمة وأشارت أن مثل هذا السلوك تجاوز كل ثوابت القيم الانسانية. 
 
تقاسم المرتبات بين القيادات العسكرية للشرعية
 
يحكي وطس صالح جازم وهو مساعد في محور شبوة مايعانيه منذ أعوام من نهب لمرتباته هو وجنود المحور ويصف مايجري على أنه اجرام عندما تمنع القيادات العسكرية صرف المرتبات للجنود ثم تعمل على تقاسمه فيما بينها. 
 
يتحدث وطس صالح جازم بإلم عما يرتكبه محور شبوة وبقية الألوية في المحافظة منذ سنوات مع أن هناك صرف شهري للمرتبات وهناك من يعمل على نهب المرتبات حسب رأيه من القيادات ويعطون في السنة راتبين أو ثلاثة أما بقية الرواتب فإنه يتم نهبها من لقيادات العسكرية . 
 
يقول وطس صالح " نحن نعاني من فساد هائل منع عنا مرتباتنا ومنع لقمة عيشنا وفي اطار الشرعية ومن خلال القيادات المعينة من الشرعية. 
 
ينهبون مرتبات الجنود لتجويعهم
 
يعبر وطس صالح عما يتعرض له على أنه واقع لم يتغير ومازال مستمر منذ سنوات فقطع الرواتب ليس منحصر عليه حسب رأيه بل هناك الكثير من الجنود مثله لايحصلون على مرتباتهم في اطار المناطق التي تخضع لسيطرة الشرعية في شبوة . 
 
ويضيف كل سنة تقوم قيادة محور شبوة وهناك ألوية كثيرة في المحافظة بالاستيلاء على المرتبات ومنع صرفها. 
 
 وأكد أن الجنود يجدون أنفسهم أنهم لشهور يعيشون من دون مرتبات ويقوم المحور والالوية في شبوة بنهب المرتبات دون أي وجه حق .
 
إرتفاع أسعار السلع وتدني المرتبات 
 
 في اليمن لاتكفي المرتبات لتوفير احتياجات المواطن اليمني سواء في القطاع المدني والعسكري ويرجع فيصل عبد العزيز وهو خبير أقتصادي ذلك لما أنتجته الحرب من تردي كبير على الواقع الاقتصادي وغياب الرقابة على السلع والاسعار وكذلك تحكم رأس المال التجاري الذي يمارس الاحتكار والاستغلال .
 
ويحذر فيصل من تداعيات انهيار الدولة وانتشار عملية التحكم بالسعر والسلعة من قبل التجار الذين صاروا هم من يمارسون فرض معيار الربح بشكل يضر باليمنيين.
 
وحول دور الحكومة اتهم فيصل الحكومة على أنها تسببت بكل الكوارث التي تقع على اليمنيين فهي ضعيفة وفاسدة وتخضع لرغبات اطراف وضعتها فقط لتكون منفذة لسياساتها. 
 
الحكومة شريك في التجويع
 
يرى فيصل عبد العزيز أن دور حكومة الرئيس هادي دائما لم تكن من أجل المواطن ولم تعمل لما فيه ضمان حياة اليمنيين وهي تملك مصلحة غير أخلاقية ولا دستورية في التسبب في تجويع وتدمير حياة الموظفين لانها لم تقوم بصرف الرواتب في المناطق التي تخضع للحوثيين فالشرعية هي من تمثل اليمنيين كلهم. 
 
ويؤكد أن حكومة الرئيس هادي لم تكن تملك خطة لاستقرار الواقع الاقتصادي والمعيشي وتحسين الظروف المعيشية وزيادة الرواتب وهذا  يمكن أن ينعكس ايجابا على المواطن. 
 
ورأي أن انقطاع المرتبات على كل اليمنيين خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين هو جزء من تلك السياسة التي أرادت تسيس المرتب. 
 
 وتسأل هناك اعتراف دولي  بشرعية الرئيس هادي فلماذا لاتقوم هذه الشرعية بانقاذ  الموظفين بتسليم الرواتب لهم خاصة في ظل توسع المليشيات ومحاربتها للناس في مناطق سيطرتها؟
 
وأضاف فيصل أن الحوثيين ليس لديهم أي إهتمام بحياة اليمنيين هم فقط وجدوا للنهب والتجويع ويعملون على فرض قناعتهم في تحصيل المال بكل الطرق.
 
متهما أياهم أنهم أتوا لا لإنقاذ حياة الناس من ظروف الحرب
 
ودعا حكومة هادي أن تتدخل لافشال سياسات الحوثيين في التجويع والقتل وتسليم الرواتب لجعل الناس تشعر أن هناك سلطة لاتحاربهم ولا تجوعهم وتلتزم بالمسؤلية اتجاههم . 
 
التأسيس لواقع توظيفي جديد
 
يعتقد صالح منصور عبد الله أن نهب المرتبات وتدنيها أمر في غاية الخطورة خاصة مع الارتفاع المتزايد في أسعار السلع وتدني القدرة الشرائية لليمنيين سواء في ظل استمرار الحرب وتوسع طريقة الاستيلاء على المرتبات في القطاعات المدنية والعسكرية.
 
وأضاف أن مرتبات القطاعات المدنية ضعيفة وهي في مستوى الاربعين أو الخمسين الألف وهناك من يحصل على مرتبات أقل.
 
وأضاف أن هذا لا يجعل الموظف في القطاع المدني  قادر على تحسين ظروفه المعيشية سواء في احتياجاته وتنقلاته وتأمين عائلته ومتطلباته الغذائية في ظل الحرب وإرتفاع الاسعار وتدني أو انقطاع المرتبات. 
 
أطراف تعمق وجودها الوظيفي
 
وكشف صالح منصور أن اطراف الصراع ترغب في التأسيس لواقع جديد لتوظيف عناصرها وحرمان الموظفين الحقيقين من حقوقهم. 
 
وقال " كل المؤشرات والأنشطة تدل أن أطراف الصراع من الحوثيين والشرعية تمارس تدمير بنية الوظيفة لصالح ذاتها وأهدافها السياسية"
 
 وتابع حديثه هي وفق ذلك تريد جعل الوظيفة مركزة على كيانها سواء المذهبي أو الايدلوجية السياسية أو العوامل المناطقية.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص